تاريخ النشر: 01/01/2017
الناشر: دار الساقي للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:بعض "الحكايات" التي يضمها هذا الكتاب اكتملت فيها عناصر القصة التقليدية في الشكل والموضوع، ففيها عقدة، وفيها بداية، وقمة، وخاتمة. وبعضها يروي أحداثاً طريفة أو غريبة، ولكنها ليست أقاصيص، ومنها ما شهد المؤلف أحداثها، أو تتبع أخبارها يوماً بعد يوم، ومنها ما اطلع على جانب منها، وأكمل سائر جوانبها ...مستعيناً بما كتبته الصحف أو روته الكتب، ومنها من عرف أبطالها، أو قابل بعض أشخاصها، وواحدة منها وقعت له شخصياً.
فهذه "الحكايات" إذن ليست مجموعة قصصية بالمعنى الدقيق، ولكنها أيضاً ليست مجموعة من المقالات عن بعض الحوادث الدبلوماسية، ولا هي من قبيل المذكرات التي يكتبها الدبلوماسيون عن حياتهم ومشاهداتهم، فهي تلم من كل هذه الأشياء بطرف، مع عناية بالسرد القصصي حيثما كان ذلك ممكناً، وتثبت من صحة الأحداث والوقائع من الناحية التاريخية.
وستظهر هذه الحكايات أن حياة الدبلوماسيين ليست لهواً كلها، وليست سريراً مفروشاً بالورود -كما يحسبها الكثيرون- وإنما هي حياة لها مشاكلها، ومآسيها، ومآزقها، مثلما لها حسناتها وامتيازاتها.
وستظهر هذه القصص -الحقيقية- أيضاً أن الدبلوماسيين ليسوا مخلوقات غريبة شاذة، تكيفت تكيفاً خاصاً -كما ينظر إليهم البعض- وإنما هم بشر أسوياء من لحم ودم، لهم ما لغيرهم من غرائز طبيعية ونزعات، ونواحي ضعف وقوة، وفيهم الشجاع والجبان، والنزيه والفاسد، والقوي الذي لا يلين، والضعيف الذي يرتخي أمام المرأة أو المال. وفيهم الشريف الذي يلتزم بالقواعد الأخلاقية فلا يجيد عنها، وفيهم أيضاً من لا يتورع عن استغلال مهنته وامتيازاتها أبشع استغلال، مشوهاً -ليس سمعته الشخصية وحدها- بل سمعة بلاده ومهنته وزملائه.
وقد يلاحظ القارئ أن الأحداث التي تؤلف موضوع هذه الحكايات جرى معظمها في عواصم معدودة، أو وقع أكثرها لدبلوماسيين من أقطار محدودة على أنه -بلا ريب- سيتفهم ذلك ويتقبله، حين يعلم أن هذه العواصم والأقطار هي التي قضى فيها المؤلف معظم سني خدمته، خلال جولته الطويلة في العمل الدبلوماسي. فمن الطبيعي أن يكون الجزء الأكبر من الحوادث التي شهدها، والوقائع التي اهتم بها، والذكريات التي سجلها، مما وقع في تلك البلاد، أو حدث لدبلوماسيين من ممثليها.
وعلى الرغم من أن هذه الحكايات قد تثير اهتمام الدبلوماسيين أكثر من غيرهم، فإنها كتبت لعامة القراء، وجعلت في جملة أهدافها أن تخترق بهم تلك الهالة الوهمية التي تكونت حول الدبلوماسيين، ليعيشوا معهم بعض مشاكلهم ومآسيهم، ويشاركوهم شيئاً من سرائهم وضرائهم.نبذة الناشر:"يصف السفير الإيطالي "بييترو كوراني" الدبلوماسية بأنها كرسي من الدرجة الأولى في مسرح الحياة". وهو وصف صادق حين يكون الدبلوماسي متفرجاً يرقب الأحداث وهي تتعاقد، ويشهد التاريخ وهو يصنع. ولكن في حياة الدبلوماسي حالات يكون فيها هو بطل الرواية، أو موضوع القصة، فيجد نفسه في هذه المرة، ليس على كرسي الدرجة الأولى الوثير، بل في قلب المسرح، وقد سلطت عليه الأضواء، وشخصت إليه الأبصار.
ويحتوي هذا الكتاب على مجموعة من القصص مثلت على مسرح الحياة، وكان أشخاصها دبلوماسيين شاءت لهم المقادير أن يخرجوا من صفوف المتفرجين، إلى ذلك المسرح، ليعتلوا خشبته، ويمثلوا الأدوار التي اختارتها لهم:
"...هي جميعاً قصص حقيقية، ليست فيها إضافة من بنات الخيال، ولا تلاعب في الوقائع، وقعت لدبلوماسيين سميتهم بأسمائهم، وصغتها بأسلوب لم أسمح فيه لقواعد الكتابة القصصية أن تحور شيئاً من وقائعها، ولا للحقائق التاريخية والأحداث الجافة أن تشوه شكلها القصصي...". إقرأ المزيد