تاريخ النشر: 01/01/1988
الناشر: دار سعد الدين
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:مؤلف الكتاب هو موفق الدين، أبو البقاء، يعيش بن علي بن يعيش بن أبي السرايا بن علي بن الفضل بن عبد الكريم... بن بشر بن حيان الأسدي؛ ويعرف بابن يعيش، وبابن الصانع أيضاً.
كان موطن أسرته في الموصل، ثم رحلت إلى مدينة حلب حيث ولد موفق الدين سنة 566، ونشأ ...فيها، ودرس على يد علمائها ونهل من علومها، فأخذ النحو عن أبي السخاء فتيان الحائك الحلبي، وأبي العباس المغربي، كما سمع الحديث على يد أبي الفرج يحيى بن محمود الثقفي، والقاضي أبي الحسن أحمد بن محمد الطرسوسي، وخالد بن محمد بن نصر القيسواني، وأبي سعد بن عصرون، ثم هاج به الحنين إلى الموصل، موئل العلم والعرفان، فشدّ الرحال إلى العراق سنة 577هـ، فأخذ الحديث عن أبي الفضل عبد الله بن أحمد الخطيب الطوسي، وأبي محمد عبد الله بن عمرو بن سويد الرضي التكريتي، ورجع إلى حلب، وكان ما استقاه من العلم، لم يملأ نفسه ويشبع نهمه، ولم يكن كافياً لمنصب التعليم والإقراء، الذي كان يطمح إليه، فيمم شطر دمشق، ليأخذ عن أعلامها وهناك التقى أبا اليمن الكندي وسأله مواضع مشكلة في العربية فأبدى الشيخ إعجابه بعلم ابن يعيش وفطنته، وكتب له رقعة، يمدح فيها تقدمه في علم العربية، والفن الأدبي ومن ثم رجع ابن يعيش إلى مدينة حلب، متصدراً للتعليم والإقراء في علوم العربية والأدب، فأصبح شيخ الجماعة في تلك المدينة، وموكل الطلاب والعلماء والفقهاء.
وقد انتهى إلي علم المدينة، وقصده الناس من مختلف البلاد، حتى قيل: إن غالب فضلاء حلب تلاميذ له، وكان أشهر من تخرّج به ياقوت الحموي، وابن خلكان، وجمال الدين الواكلي محمد بن أحمد الشريشي، وأبو بكر الدشتي، وقد كثرت مجالسه في حلب، فكان منها مجلساً في جامعها بالمقصورة الشمالية، يقرئ فيه بعد العصر، وآخر في المدرسة الرواحية، يقرئ فيها بين الصلاتين.
ولبث في عمله هذا زمناً طويلاً إلى أن وافته المنية سنة 643هـ، وترك مصنفات أشهرها: شرح المفصّل للزمخشري، و"شرح الملوكي في التصريف" وهو بين يدي القارئ، فقد كان أبو الفتح عثمان بن جني قد صنّف كتاباً لطيفاً في علم التصريف، واشتهر بين الناس باسم "الملوكي".
وقد شاع ذكره بين العلماء، وتناولوه بالشرح التي ذهبت عبر الأيام، إلا ما صنعه ابن يعيش فقد سلمت بعض نسخه من عوادي الزمن، إلى الزمن الحاضر؛ هذا وقد كان ابن يعيش قد لمس أهمية علم التصريف، ومكانة كتاب ابن جني منه، وحاجته إلى التوضيح والتفسير، فقام بمهمة شرحه شرحاً موجزاً، حيث يقول: "لمّا كان التصريف من أجلّ العلوم وأشرفها، وأغمض أنواع الأدب وألطفها، حاجةُ النحوي إليه ضرورية،...
وكان الكتاب الموسوم بــ"المملوكي"، المنسوب إلى الشيخ أبي الفتح عثمان بن جني مشتملاً على كثير من حدوده، وجمل من قوانينه وعقوده، إلا أنه، لقرب ما بين طرفيه، وفرط إيجاز ما اشتمل عليه... ولا يضح لكل خاطر بيانه، أمليت هذا الكتاب، شرحاً لمشكله، وإيضاحاً لسبله، مقيّداً كل فصل منه بحججه وعلله، وتحرّيت فيه الإيجاز، لكلا يخرج عن الغرض بوصفة.
وقد سمى المؤلف كتابه هذا "شرح الملوكيّ في التصريف"، وكثيراً ما ذكره باسم "شرح الملوكيّ"، غير أنه اشتهر بين الناس بإسم "شرح التصريف الملوكيّ" وقد عُرف من هذا الكتاب ثلاث نسخ خطيّة هي: نسخة استانبول، 2-النسخة الحلبية (الأصل)، النسخة الشنقيطية.
ونظراً لأهمية ابن يعيش هذا، تم الإعتناء به، حيث اعتمد المحقق النسخة الحلبية فجعلها أصلاً للكتاب، وعارض بها النسخة الشنقيطية، مثبتاً ما بينهما من خلاف له أهميته أو فائدة، عارضاً للتصحيفات، ليرجع المحقق من ثم إلى مطبوعة "التصريف الملوكي"، فعارض بها ما أوروده ابن يعيش من عبارتا مؤلفه، مثبتاً ما جاء من خلاف بين الكتابين.
أما عناوين الكتاب فقد استعان المحقق بذلك بما أثبته ابن يعيش، مضيفاً إليه بعض الكلمات، لتيسير للقارئ والدارس عملية المراجعة فيه، في سبيل البحث عن المسائل والموضوعات، مضيفاً إلى ذلك كله معارضة نصوص الكتاب بما يقابلها في "شرح المفصل"، محيلاً على تلك المواطن التي تلتقي أو تتفق. إقرأ المزيد