تاريخ النشر: 01/01/1986
الناشر: دار الأوزاعي للطباعة والنشر والتوزبع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:لكتاب (الإعتاب) الذي ننشره اليوم لأول مرة قيمة محققة: فهو مصدر تاريخي يكشف لنا عن حياة عدد كبير من الكتاب والوزراء في الدول العربية الإسلامية في الشرق والغرب؛ وقد يقدم لنا أحياناً معلومات لا نجدها في مصدر آخر، تزيدنا علماً بحياة تلك الشخصيات السياسية التي لعبت أدواراً هامة في ...تاريخ الحضارة الإسلامية، وتنير لنا جانباً من النظم والتقاليد التي كانت متبعة في تنظيم الدواوين وأعمالها في دول العالم الإسلامي؛ وكتاب (الإعتاب) بذلك كله يأخذ مكانه إلى جانب (كتاب الوزراء والكتاب) للجهشياري و(كتاب الفخري في الآداب السلطانية) لابن الطقطقى و (كتاب الوزراء) للصابي، غير أن ابن الأبار يشقّ مع ذلك في كتابه طريقاً جديداً، فهو لا يهتم بتقديم تراجم كاملة لمن يكتب عنهم، ذلك أن هنالك فكرة موجِّهة لعمله كله تتلخص في (إقالة العثرة وإعتاب المسيء)، وإهتمام ابن الأبار منصرف إلى تقصي كل ماله صلة بهذه الفكرة في تراجم الكتّاب وقصص حياتهم قبل كل شيء آخر!...
ثم إن لكتاب (الإعتاب) قيمة أدبية أيضاً بما يتضمن من قصائد شعرية ومقطّعات، وبما فيه من رسائل بذل الكتّاب في تحبيرها جهوداً لا حدّ لها، لكي يستطيعوا أن يرققوا بها قلوب سادتهم الغاضبين وينالوا عفوهم ورضاهم؛ أما أشعار الكتَّاب فقد أشاد النقاد بحلاوتها وجمالها: يقول ابن رشيق: "الكتّاب أرق الناس في الشعر طبعاً، وأملحهم تصنيفاً، وأحلاهم ألفاظاً، وألطفهم معاني، وأقدرهم على تصرّف، وأبعدهم من تكلف، وقد قيل: الكتّاب دهاقين الكلام".
ولكتاب (الإعتاب) أخيراً قيمة إنسانية، ذلك أن موضوعه قريب من موضوع كتاب التنوخي في (الفرج بعد الشدة) وكتاب الشابشتي في (اليسر بعد العسر)، وهذه مؤلفات كلها تعالج موضوع زوال المحنة وإنكشاف الشدة، وهي بذلك تعين الإنسان على أن ينظر إلى الحياة ومصائبها الكثيرة نظرة تفيض بالأمل والتفاؤل والإشراق، وتحثه على الصبر والنضال، وفي ذلك تخفيفٌ من آلام الإنسانية وحضّ لها على موالاة السير في طرق العيش والعمل والجد والتقدم.
هذه الفوائد التاريخية والأدبية والإنسانية هي التي لفتت نظر الدكتور الأشتر إلى الكتاب وقيمته، وشجعته على تحقيقه والعناية به، ودفعت مجمع اللغة العربية بدمشق إلى نشره وتقديمه في جملة مطبوعاته. إقرأ المزيد