الخطاب وتحولاته عند السيد نصر الله
(0)    
المرتبة: 87,646
تاريخ النشر: 10/05/2017
الناشر: معهد المعارف الحكمية
نبذة نيل وفرات:تعالج هذه الدراسة نظام الخطاب عند سماحة السيد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، والمقصود بالخطاب هو المنطوق، الذي يهدف إلى غاية تواصلية محددة، فالنظام هو البنية التأليفية، وكما قال ابن منظور: "النظام من نظم وهو التأليف، وكل شيء ضممته إلى بعضه فقد قرنته، وبالتالي المقصود بالنظام هو ...البنية الشكلية التي تتحدد بالمبنى اللغوي والبنية الدلالية المتمثلة بالحقل الدلالي، الذي يسيطر على النص، ويشكل نطاق الفكر واهتماماته.
من هذه النقطة، نعمل على الخطاب كمكون مكتمل يفصح بنفسه عن ملقيه، ويعبر عنه بشكل وظيفي، ويتعامل معه كنسق كلي، يقوم كل جزء فيه بأداء وظيفة حيوية، فهو يحدد شخصية الملقي، وثقافته ومجالات اهتمامه. وهذه الوجهة أكثر أهمية بالنسبة لتحليلنا لأنها تبعد الخطاب نفسه عن الواقع اليومي للسياسة، التي قد تزيح الخطاب عن مجالات عمله الأساسية.
فالخطاب بنفسه تحول إلى أحفورة تختزن الزمان إن لم نقل التاريخ كما عايشتها الشخصية المبحوث عنها، وبالتالي كل قراءة داخلة من زمن آخر، هي قراءة تحليلية لذات أخرى نتجت في زمن مفارق لا يعبر عنها الخطاب كما ألقي.
من هنا تسعى هذه الدراسة إلى استكشاف الإطار العام لخطاب امتد خلال فترة زمنية محددة، تمتد من الخامس والعشرين من أيار عام 2000 إلى الثامن عشر ن تموز عام 2006، وذلك من خلال 122 نصاً، وقد توزعت مادة هذه الدراسة على الشكل التالي: أولاً: خطب لها إطارها القومي-الإسلامي، ثانياً: خطب مرتبطة بالقضية الفلسطينية، ثالثاً: خطب مناسبات الانتصار، رابعاً: أيام الشهداء والجرحى، خامساً: مناسبات دينية، سادساً: كلمات المناسبة الخاصة، سابعاً: كلمات في مناسبات مدنية، ثامناً: الخطب العاشورائية، تاسعاً: نداءات السيد أثناء حرب تموز، عاشراً: لقاءات صحفية.
وبشكل عام تهدف هذه الدراسة الأولية للدخول في نص سماحة السيد حسن نصر الله، والقيام بدراسة شاملة للبنيات الداخلية، ولأوليات الشكل والتحول، والكلمات المفتاحية، التي تشكل في تلاحمها خطاباً متكاملاً، فالنصوص تكتسب أهمية لسببين: فهي جاءت بين انتصارين وانتفاضة فلسطينية تحولت إلى مقاومة، بالإضافة إلى غزو أمريكي للعراق، وما تركه هذا الأمر من انعكاسات على مجمل الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية، حيث إن الأحداث تجري بين إرادتين: إرادة القوة الأميركية التي تحاول إعادة النظر في خريطة الشرق الإسلامي، وقوة الإرادة التي تحاول التصدي لتلك الإرادة الغازية.
والأهمية الثانية نابعة من شخصية الملقي، الذي تحول إلى شخصية مركزية في العالم الإسلامي، فهو قد تخطى الوطن إلى الأمة، ودخل في قلوب الناس وعقولهم، فالكلمات معه تحولت إلى طاقة، أعادت إلى الأمة حيويتها، وجعلتها تعيد النظر في الكثير من خياراتها، عبر إعادة إنتاج مقولاتها القديمة التي تقوم على ثقافة الخنوع، إلى أخرى تتبنى المقاومة والممانعة كطريق وحيد في مواجهة المشروع الأميركي والإسرائيلي. إقرأ المزيد