تاريخ النشر: 01/03/2007
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي
نبذة نيل وفرات:"تبدلت الأرض سماءٌ والأجراس تُفْتَضّ شيئاً بعد شيء. كانت الأحجار باردة، من الجلد بيضاء لينة، والعصافير تغسلها بالدموع. "دعي فرحة حياتي" وأمي خفّاها بالرمال، كمن فات الرداء. وحيلة معها، شفّها الحزن. ما لها الآن؟ ندهَةُ والدةٍ في النوافذ: "العين تقشّرت من المخازي، كجلدة أفعى". كنت في بعضٍ من رمادٍ ...حار، كبّ على وجهه، أو، أمي تضيف: "من يظلّ طائراً تحصده الألفة، فاذهب إلى من حازت الكلمات، العين، العين المبللة، بشخوصها وخَلقِها. فهي لا تجرح شرايينك. واستوف الحنان. إليك أتوب، من ذنبي، وكان صواباً، كفرسٍ تروم لحم براريها وما صرخت". وأنّى لها عندي صراخٌ صراخ. لم ضيعتك. إن لم أجب سأموت. على أن أميل. حسبي النظرة الأخيرة. هذا شعبي القديم، أُخضعه وأمضي. مرّ في سغب، عابدون. وكنت أهزّ الستار، قد أنجو. كأني جميلة الأسطورة تُستل من نومها: "لا ياء بعدك- فانكفئ، نشوان، لا تستبدل عندما يتغلب الربيع". مضى هزيعٌ من الوقت، وفيما طلعت الشمس، أقبلت العينُ، العين المبللة. وطار المعنى من الظلال... فارتجّ علي. أمي ترصّ جسومهم صفاً فصفاً، مثل صلبان هرمة، إلى كورها. وتدوّي بالحروب والزهريّ والقيصر. أقرقر. أعيدي عليّ كلامك: "تبللني يوم حكمك، والغار مني. عليّ خفيف ضحتك، فتزهد بالغموض الغموض. آهٍ، يا مغواري الحبيب- أجمل شيخوخة كغُسالة الذكرى، فَمِلْ جنبي، أفك شباك وجودي". خلصت أصابعها إلى عنقي، فشدّت".
في شعر محمد عيد إبراهيم انعتاق من القوافي، وهروب من المباني، وكأن شعره بل وقل نثرياته إنما هي حديث نفس شريدة وعقل شارد خلف المرموز لاستحضار معانٍ مخبأة خلف السطور. إقرأ المزيد