تاريخ النشر: 01/01/1995
الناشر: دار ومكتبة بيبليون
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:تأتي كلمات بابا طاهر العارف الحقاني والسالك الصمداني، والسائر الى الله بقدم الإخلاص في المعرفة والعرفان والتصوف. وأما المعرفة فهي عزيزة متماثلة في خفيّ الإنسان، لأنها ليست منفصلة عن وجوده ومصيره، حتى أن حركته في الحياة تتوقف على مقدار ما له من معرفة، ولهذا صحّ تعريفها بأنها عبارة عن ..."وجد التفصيل" بمعنى أنها تظهر خفيات كوامن النفس، بحيث يصير ما بالقوة فعلاً، إذ لولا كون المعرفة عزيزة لما صدق شيء من الواقع، لذا أجاد السيد الطبا طبائي حينما عرف العرفان بأنه عبارة عن: "تطبيق الصورة الحاصلة في المدركة على ما هو مخزون في الذهن. ولذا قيل أنه إدراك بعد علم سابقاً. وبما أن المعرفة لها بذور في النفس بالأصالة، فهي إذن بلغة الفطرة، وحاجة الذات الى الكمال، فلو افترضنا جدلاً وجود إنسان بمعزل عن الحياة الإجتماعية، لوجدناه يبحث عن وسيلة تفجر بركانه النفسي، وتكون بمثابة ترجمان لمملكة كيانه الداخلي، وقد يتفق أن يترجم إحساسه المعرفي بأشغال مختلفة، حسب مقتضيات حالته النفسية والمكانية. وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على عمق الإحساس المعرفي في وجود الإنسان الداخلي، بحيث لا يستغني عنه بحال مطلقاً. وعليه فلا ضير في تعريف العرفان بأنه العروج في فضاء النفس، من أجل استنباط أسرارها، لذا قال الإمام علي رضي الله عنه "العارف من عرف نفسه". وأن النسبة بين العرفان والتصوف هي العموم والخصوص المطلق، إذ كل عارف صوفي، وليس كل صوفي عارف. وبما أن المعرفة هي الحالة المتقدمة من السير والسلوك، فلا بد وأن يؤخذ في موضوعها التجرد التام عن النقائص، والنزاهة عن شوب أدران عالم الطبيعة، فالعارف الواقعي هو الذي لا يبقى عليه شيء من غواسق لوث الصلصال؛ بل هو الذي تنغمر روحه من غمائم النور المتأبد بالخلود. ولا شك في كون هذا المقام من القداسة بمكان، لا يرتقي إليه إلا الصادق الأمين، ولا تكفي في بلوغه مجرد التسميات. إلا أن إطلاق لفظ التصوف على أهل المعرفة مما لا غبار عليه، فلا ينتقص من شأن العارف مخاطبته بالصوفي، لأنه اللفظ الموضوعي الناشئ عن خلوص حقيقته، والمظهر الأتم لصفاء سرّه وباطنه، وأن الإحساس السلبي الموجود عند البعض تجاه التصوف ولفظ الصوفي، منشؤه الإنعكاسات المشوهة التي تركها الذين انتحلوا هذه التسمية، وهم في منأى عن واقعها. ومهما يكن من أمر فإن بابا طاهر يدور في فضاء هذه المعارف وتلك التسميات مفرقاً القارئ بأجواء معرفية عرفانية صوفية فلسفية، وهذا ليس بالغريب فإن ما يروى عن بابا طاهر في هذا المجال هو كثير، فمنه تروى قصص عجيبة وكرامات كثيرة، تشير الى عظم مكانته، وتمركزه في علم المعرفة ويمكن الوقوف على منزلته العرفانية بمراجعة دقيقة لأهم أثرين من مصفاته القيمة، وهما "كلماته القصار" و "رباعياته الشعرية". هذا وقد ذكر أهل المعرفة أن بابا طاهر صنف إثنان وعشرون رسالة في العلوم الغريبة، والعرفان النظري. ونظراً لأهمية كلماته فقد تم شرحها من قبل عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين الهمراني المكنى بأبي المعالي وأبي الفضل، والملقب بعين القضاة. وقد تم الإعتناء بهذا الكتاب تحقيقاً وضبطاً وفهرسة. إقرأ المزيد