على التوراة ؛ كتاب في نقد التوراة اليونانية
(0)    
المرتبة: 48,874
تاريخ النشر: 01/12/2006
الناشر: دار ومكتبة بيبليون
نبذة نيل وفرات:ظهر المسيح عيسى بن مريم –عليه السلام- أثناء احتلال الرومان فلسطين –والرومان وأرثون للغة اليونان- فنادى في بنى إسرائيل باحترام شريعة موسى –عليه السلام- وقال ما نصه: "لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس" فاحترم أتباعه شريعة موسى. ولأن الرومان في سنة 313م هم الذين نصروا النصرانية وساعدوها على الانتشار ...في العالم من بعد أن عدلت وبدلت تبديلا. قرأ اليونانيون والرومانيون الأسفار الخمسة المترجمة عن العبرانية إلى اليونانية، وقد سوها تقديساً.
فنصارى الكاثوليك في الغرب ورئاستهم في "الفاتيكان" يقدسون إلى اليوم التوراة اليونانية، وكذلك نصارى الأرثوذكس في الشرق ورئاستهم في "الإسكندرية"، وقد انشق البروتستانت عن الكاثوليك ورفضوا على الإطلاق تقديس التوراة اليونانية، ثم لجأوا إلى التوراة العبرانية ونادوا بتقديسها.
وفي مدينة "الكرك" بناحية "الأردن" كتب الشيخ الفقيه علاء الدين عللي بن محمد بن خطاب الباجى الشافعي كتابه هذا في سنة 684هـ لنقد التوراة اليونانية التي بيد نصارى الرومان الملكانية أي الروم الكاثوليك المعاصرين له. ونقده للتوراة اليونانية في كتابه هذا لا يخص الكاثوليك وحدهم، بل أيضاً الأرثوذكس. ولا يخص النصارى وحدهم بل أيضاً وبني إسرائيل جميعاً سامريين وعبرانيين. ومن يقدس توراة العبرانيين من البروتستانت الذين يدعون في كتبهم أنهم أحرار في اختيار الدين الصحيح، وأحرار في نقد الكتب ولو كانت مقدسة.
والنصوص التي ذكرها ونقدها هي نفسها النصوص الموجودة في التراجم الحديثة في زمني هذا. المعنى واحد لم يتغير منه شيء، وإنما يتغير أسلوب المترجمين للمعنى، وهي نفسها تشبه النصوص الموجودة في الترجمة التي أطلع عليها الإمام الجليل صاحب "الفصل في الملل والأهواء والنحل"، وهي نفسها تشبه النصوص الموجودة في أقدم الكتب الإسلامية التي تحدثت عن التوراة والإنجيل من قبل أن يظهر ابن حزم والباجى وغيرهما.
وكثيرون من علماء المسلمين قد نقدوا من قبل الباجى الشافعي كتاب التوراة اليونانية. منهم من أطال كابن حزم الأندلسي المتوفي سنة 456ه، ومنهى من أوجز كالجوينى عبد الملك أمام الحرمين المتوفي سنة 478ه، وعرفت التوراة اليونانية بين المسلمين باسم "التوراة التي بيد النصارى وعرفها الباجى بالتوراة التي بيد نصارى الروم الملكانية. وهم الذين كان بينهم ينقد توراتهم. وما درى أن توراة نصارى الروم الملكانية هي نفسها توراة نصارى الروم اليعاقبة (الأرثوذكس)، أو درى ولكن لأنه يوجه نقده إلى معاصريه أشار إليهم بما يخصهم.
ولم يقتصر نقد الأقدمين من المسلمين على نقد الأسفار الخمسة بل تعدوها إلى أسفار الأنبياء. وأن كان الغالب عليهم تركيز النقد على الأسفار الخمسة. لأنها أساس الشريعة عند اليهود والنصارى وأنها لأساس الشريعة عند النصارى لأن عيسى عليه السلام ما صرح بنسخ التوراة وإنما صرح بأنه يريد الإصلاح. وسبب تركيزهم النقد على الأسفار الخمسة أنهم كانوا يعتقدون –واعتقادهم إلى اليوم صحيح- أنه إذا ظهر فيها الكذب والتناقض والاختلاف ثبت أنها بعيدة عن وحى الله الذي أنزله في البدء على موسى عليه السلام. وإذا ثبت ذلك وجب على اليهود والنصارى أن ينظروا إليها بعين الريبة والشك لا بعين التقديس والاحترام.
والباجى الشافعي ركز نقده على الأسفار الخمسة وابتعد عن أسفار الأنبياء. وذكر الكثير من عقائد النصارى في ثنايا نقده للتوراة وطعن في تلك العقائد لعدم استنادها على التوراة التي جاء المسيح غير ناسخ لها من جهة،ولأنها لا تتفق مع أحكام العقل السليم من جهة أخرى، وأيضاً لأن الإنجيل لا يسند تلك العقائد. إقرأ المزيد