تاريخ النشر: 01/01/1993
الناشر: المكتبة الحديثة للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:الدعاء هو مخ العبادة: وقد أمر الحق تعالى به ووعد بالإجابة وتوعد من يستكبر عن الدعاء بدخول جهنم داخراً في قوله سبحانه "إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين" والأصل في الدعاء الإخلاص لقوله تعالى "فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون" وإنما تكون درجات القرب والإجابة ...للدعاء بقدر درجات القرب للعبد من ربه: ويلزم لذلك الشرط الأول وهو الإخلاص مع حضور القلب: ولقد بين الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: الضوابط والشروط لإجابة وقبول الدعاء منها قوله صلى الله عليه وسلم: أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة" ومنها: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد" ومن رحمة الله تعالى لخلقه أن رفع التكلفة والوساطة بينه وبين عباده: "وبين أنه قريب مجيب فقال سبحانه: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان"، وقد اشترط سبحانه التقوى للقبول في كل شيء بقوله: "إنما يتقبل الله من المتقين" وروى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء"، وفي صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله قال صلى الله عليه وسلم: "لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله" والدعاء أنفع لدفع الداء وإزالة البلاء: والأذكار والآيات والأدعية التي يستشفى بها ويرقى بها هي في نفسها نافعة شافية ولكن تستدعى قبول المحل وقوة همة الفاعل وتأثيره: أي درجة القرب التي تستلزم الإخلاص وصلاح العمل.
فإذا تأخر الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل: أي درجة البعد بين العبد وربه: أو عدم قبول المحل وهو عدم حضور القلب: أو لمانع قوي فيه يمنع نجاح الدواء: كما هو الحال في الأدوية الحسية فإننا نجد جسماً يرفض بطبيعته نوعاً ما ن الدواء: فإن توافق الدواء مع طبيعة الداء كان انتفاع البدن وتم الشفاء: وكذلك القلب إذا أخذ الرقى والتعاويذ بقول تام وكان للراقي قوة مؤثرة وفعالة في إزالة الداء: وكذلك الدعاء فإنه من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب: ويلزم لذلك صدق الاعتقاد وقوة اليقين التي أثبتها الحق تعالى على لسان خليله إبراهيم عليه السلام بقوله سبحانه: "وإذا مرضت فهو يشفين" ومن ذلك قول السادة العلماء: في رجل ابتلى ببلية وعلم أنها إن استمرت به أفسدت دنياه وآخرته: وقد يجتهد في دفعها عن نفسه بكل وسيلة فما تزداد إلا توقداً وشدة: فما الحيلة لدفعها وما الطريقة لكشفها؟ الحيلة والطريق هما اللجوء إلى خير مغيث بالضراعة والدعاء بالتذلل والرجاء إلى خالق الأرض والسماء: فإن العبد إذا رفع يديه بالدعاء إلى الله يشكو إليه ما ألم به: ويطلب مسألته: فإن الحق تعالى: يستحي أن يردهما صفراً خائبتين: فلا تعجل فقد يعجل بالإجابة وقد يؤجل وفي كل للمؤمن خير: ولا تجزع لشدة الخطب ولا تقصر في الدعاء.
وبالعودة لمتن هذا الكتيب نجده يضم توليفة من الأدعية والأذكار المتعلقة بكافة شؤون الحياة، منها دخول السوق، الزواج، الوفاة، زيارة القبور، للاستسقاء والمطر والريح والرعد والصواعق، لزيادة الرزق وسداد الدين، الأمان في السفر، الخروج من المنزل، للخوف، والفزع... إلى جانب هذا يضم الكتاب ذكراً لفوائد بعض سور القرآن الكريم وأخرى للأسماء الحسنى. إقرأ المزيد