تاريخ النشر: 01/01/2013
الناشر: معرض الشوف الدائم للكتاب
نبذة نيل وفرات:فوثاغورس هو واحد من أولئك الرجال الذين طبعوا في الأذهان أفكارهم، وأثروا في النفس تأثيراً قوياً لأزمان متعاقبة، وهم الذين من العسير جداً أن نتبين سماتهم المميزة كاملة بسبب الغموض الأسطوري الذي يحجبهم.
وكما يبدو، فإن فوثاغورس هو المفعم بالحيوية، ليس بمجرد تعطشه الفلسفي للمعرفة فقط، بل بحماسه للإصلاح الأخلاقي ...الديني أيضاً. لهذا السبب فإنه أصبح بعد قرون من وفاته البطل المثالي أو القديس لأولئك الذين وحدوا الزهد الديني ذا المعنى الروحي المدرك بالعقل، وحدوه بالفلسفة. وهناك كتابات صيغت باسم فوثاغورس، وجمع تأريخ حياته، حاملاً سمات الإنسان الفيلسوف الحكيم، ومحيطاً إياه بهالة نورانية لنبي ولصانع المعجزات، لقد وصفه الأفلاطونيون الجدد، كاتبو سيرة حياته، بأنه ليس محبوب أبو للو فقط، بل إنه ابنه، الذي منه تلقى التعاليم بواسطة الكهنة في معبد دلفي...
إننا نقرأ في ما كتب عن فوثاغورس أنه كان يمتلك فخذاً ذهنياً، الذي عرضه لليونانيين المجتمعين في الألعاب الأولومبية، وشوهد عند مناسبة أخرى في مدينتي كروتونا وميتابونئام يخطب في وقت واحد. قيل عنه أنه دجن الحيوانات المفترسة بكلمة، وأنه تنبأ بالأحداث المستقبلية قبل وقوعها، كما أنه تذكر كل أجياله السابقة، وكان لشفافية روحه يسمع نغمات حركات الأفلاك، وهو ألأول الذي أدخل المقاييس والأوزان من بين اليونانيين، وهو الذي اكتشف الأجرام الصماء. وهذا الاكتشاف هو أعظم اكتشافات العصور الغابرة. إن فوثاغورس هو المستحق التكريم لتقديمه طريقة فصل بواسطتها علم الهندسة من حاجات الحياة اليومية، وعاملها كعلم حر مستقل بذاته، وأعطى لها تعريفات وقدم أسلوباً برهانياً، وهذه التعريفات لا تزال تستخدم حتى الآن. إن علم النجوم الفوثاغوري كان الإسهام الأكثر بروزاً في الفكر العلمي، وتكمن أهميته في حقيقة أن الفوثاغوريين كانوا الأوائل كي يدركوا أن الأرض هي كرة كافية نفسها بنفسها في الفضاء الخالي، دائرة مع الكواكب الأخرى حول الجرم السماوي المركزي، أي النار. وفوثاغورس هو الذي علم أن كل الأشياء تكون عدداً، وآمن بخلود الروح والتقمص.
كتب إيامبلي عن حياة فوثاغورس ما نصه "بما أنه شيء مألوف لكل الرجال ذوي الفهم السليم، أن يعرجوا على الألوهية عند دخولهم في أي بحث فلسفي، فإنه تأكيداً لشيء مناسب أكثر، كي يفعلوا هذا في التأمل المليء بتلك الفلسفة التي تلقت تسميتها من فوثاغورس الإلهي بعدل. وبسبب أنها نشأت من الآلهة لذلك لا يستطاع إدراكها بدون مساعدتهم الإلهامية. ويمكننا أن نضيف لذلك أيضاً قائلين: إن جمالها وأهميتها تفوق القوى الإنسانية كلها ببعد كبير، لهذا فإنه لمن المستحيل أن نلقي عليها نظرة شاملة عاجلة، لكن يقدر أي إنسان أن يجمع جزءاً ما منها تدريجياً، عندما يقترب إليها بهدوء، كون الآلهى قادته".
وبالعودة لمتن هذا المجلد نجده يتضمن سرداً لحكم الفيلسوف فوثاغورس. إقرأ المزيد