إدارة التعلم الصفي الأسس والإجراءات
(0)    
المرتبة: 142,336
تاريخ النشر: 01/01/2005
الناشر: دار الثقافة للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:المهام التربوية مهام مسؤولة وأخلاقية وذات طابع يتسم بالالتزام والذوق والحساسية فمودة العصر تربية الجيل وتأهيله لامتلاك المستقبل، والمسؤولية التي يتحملها التربوي إدارياً كان أم قائداً للمجموعة إنما هي مسؤولية أخلاقية ووطنية وقيمية، ومن يتعامل مع هذه المعادلة فإنه ملزم بهذه المسؤولية لتأديتها بأدق قواعدها أو الارتقاء بها بأحدث ...تقنيات العصر خدمة للإنسان وخدمة للبشرية والحركة العلمية. إن الإدارة في القرن الحادي والعشرين لم تعد طابعاً تجارياً أو خدمياً مقصوراً وعقيماً وإنما أصبحت ضرباً جديداً من التخصص للتشخيص والعلاج، ومن هنا جاء دورها الحساس في حقل التربية والتعليم كمجس ونابض لأن الإدارة وما يتبعها من تنظيم وتخطيط ورقابة باتت هاجساً للمسؤولين في الكيفية التي يستخدمونها لمعرفة ما يجري في حجرة الصف الدراسي.
ومنهج الصف عالم صغير تتوفر فيه كل عوامل التفاعل والتعامل العلمي والإنساني والقيمي، فإدارة وتنظيم هذا المناخ بما يدعو بقيادة المجموعة المتلمذة وقيادة وإدارة النفس والشخصية للمتعلم إنما هي عملية معمارية اصطفافية انتقائية متصاعدة عميقة المعنى لأنها مزيج من الإدارة التنظيمية التخطيطية للسلوك والإبداع والإنماء المعرفي. الصف الدراسي عالم مرئي تجري فيه كل ما يجري في العال الكبير في الشارع وفي البيت ولا يختص بناحية حياتية واحدة وإنما هو تشكيلة من الفنون والمعارف والعلوم. إنه صومعة لصناعة المتعلم وورشة لاختبار القدرة الذكائية والتوهج التعليمي الذي تهدف إليه المؤسسة والنظام التربوي، فإدارة مناخ التفاعل الصفي إنما هو في حقيقته إدارة العقول المفكرة بترك فيها عامل ايخار للمتعلم كي يبرهن على استعداده لتحمل وزر هذه الأهداف ويمارس ما يخزنه الصدر من إرهاصات تمثل خصائصه النفسية والشخصية. الصف لا يقتصر كونه حجرة بأربع جدران وسبورة وإنما هو انتقال من سلوك الخارج إلى سلوك منظم ملتزم متوازن مع ما يجري فيه من هندسة للإجراءات التدريسية والتعليمية، هو المساحة التي يعبر فيها المتعلم بصدق وأمانة عن أمانيه وأحاسيسه وما في داخل عقله وكيانه من آمال وتوقعات.
إنه المناخ الذي يتكيف فيه التلميذ ليروض ويتعايش مع بيئة الظروف والمرحلة. إن الإلمام بمتطلبات هذا المناخ وتوفير مستلزمات نجاحه ضرورة حياتية ومدنية وحضارية فمنه يستقي المعلم خبراته ويزيد تجربته ويمتحن قدراته في التدريس والتعليم ومنه يعلم التلميذ ما يحقق ذاته ويدفعه بحماس لتحويل هذا المناخ من ساحة لاستيعاب العلوم إلى استلهام مضامينها كرسالة فماذا يجري في الصف؟ ولماذا الإدارة والتنظيم فيه؟ وما دور المعلم والتلميذ في تأدية متطلبات هذا المناخ المفعم بالحيوية والفعالية والقدرة على العطاء المتواصل وتبادل الخبرات والأفكار والأداء بأجواء ديمقراطية فيها ما يدعو للإدلاء والرضا بدون خوف ولا قلق، حياة صفية صافية نقية في تعاملها مع الواقع، وآنذاك نمتلك القدرة على الضخ الفكري بحرية وخيار طوعي يتلاءم مع الواقع ويستمد ديمومته من الاستقرار والراحة الذهنية، إنه المناخ المناسب والصحيح والسليم للممارسات والتطبيق والقابليات والقدرات. إن التنظيم والرقابة الدقيقة لمناخات الصفوف تثري خبرة الإداري والقوائد التربوي وتزيد خبراته وقدراته في فرض النظام التربوي وتساعده على التخلص من الترهل الكبير الذي يصيب مسارات العملية التدريسية والتعليمية ويزيل قلق الفشل والإحباط في نجاح الممارسة النقية لقيادته. هذا ما جاءت به فصوله الأربعة لكي تتحدث بصمت عن واقع مستجداته الحضارية وهو هدف كتابنا هذا الذي جوهر مهمته إدارة المناخ التعليمي والتدريسي سلوكاً وممارسة للمتعلم وتطوير قدرات المعلم الذهنية والفكرية والمعرفية وتقديمها من وعاء التجربة والمعلوماتيات إلى طور التنفيذ والتطبيق بصورة واضحة ومرنة للاستخدام والاقتداء بها. إقرأ المزيد