يوميات الخليل سنة 1363 للهجرة
(0)    
المرتبة: 191,490
تاريخ النشر: 01/01/1980
الناشر: مؤسسة الرسالة ناشرون
نبذة نيل وفرات:يسجل "خليل مردم بك" رئيس المجمع العلمي العربي في هذا الكتاب الأحداث اليومية التي تجري في دمشق وذلك لسنة 1363 للهجرة على غرار يوميات البديري، واليوميات لا تعدو عن كونها ذكراً لحوادث عدة أشهر من السنة الملمع إليها، كان أطلق عليها المرحوم (كل يوم)، ولكن المحثث أثر أن يستبدل ...العنوان بكلمة يوميات، وقام بطبعها لمأ الق بها من عظيم الفائدة وجليل الأثر، ناهيك ما امتازت به من روعة البيان والنظرة العيمقة لكل شاردة أتى على ذكرها صاحب اليوميات.
فاليوميات تاريخ أمين لتلك الحقبة من الزمن الحافل بالحوادث الجسام، إذ أنشطر العالم إلى شطرين: معسكر المحور ومعسكر الحلفاء الذي باتت كفته راجحة على المحور، حيث تذكر اليوميات هذا الشيء كما أنها تذكر لنا ازدواجية الحكم في سورية بين الحكم الوطني وبين الدولة المنتدبة الفرنسية كما يشاهد جلياً في حادثة الملعب البلدي التي جرت يوم 16 آذار سنة 1944، قال: "حدث أن ثلاثة جنود من الجيش الإفرنسي المختلط، أرادوا الدخول إلى الملعب من خلفه، فمنعهم الحارس الواقف على المدخل، وقال لهم: هذه مبارات لا يدخلها إلا المدعوون، فما كان منهم إلا حلوا مناطقهم واتخذوها سياطاً وانهالوا عليه بها، وعدوا وراءه إلى ساحة الملعب، وهم يضربونه، فاستغاث بأقرب شرطي منه، فأسرع الشرطي يفرق بينهم، فجلدوه بمناطقهم جلداً حاراً، فاستنكر الحاضرون هذا العمل المنكر، واستل حينئذ الشرطي في مسدسه فأصاب اثنين قتل أحدهما، وكان عدد من هؤلاء الجنود خلف الملعب يشرفون على الحاضرين وبأيديهم مقاليع، فبدأوا يقذفون بها الحجارة نحو الناس قذفاً شديداً..." وفيها ذكر لحوادث الإضراب وقيام المظاهرات.
وتذكر اليوميات نتفاً عن سير الحياة الاجتماعية والثقافية في دمشق كذكرها لمحاضرة الدكتور جميل صليبا التي ألقاها في قاعة المجمع العلمي عن أبي هذيل العلاف، وذكرها لمحاضرة الأستاذ فؤاد إفرام البستاني في مدرسة الفرير وغير ذلك من المحاضرات العديدة التي كانت تلقى في المجمع وفي مدرسة اللاييك والفرير.
وتلم اليوميات في سرد الحوادث السياسية اليومية التي تحدث في الأسواق التجارية من إضراب أصحاب الدكاكين مشايعة للحكم الوطني ضد الانتداب أو في سرد ما يجري في أروقة المجلس النيابي ما بين النواب.
كما أن صاحب اليوميات لا يغفل عن تدوين بعض الحوادث السياسية العالمية. والطريف في اليوميات أنها سجل أمين للمجتمع الدمشقي في تلك الحقبة من الزمن، وإحصاء عملي للأسر الشريفة به، وللأسر الوجيهة على شتى طوائفها: إسلامية كانت أو نصرانية أو يهودية، وبها سرد لأسماء الطبقات التجارية المعروفة.
وهذا السجل الأمين يعدد أسماء الوزراء والأمناء العامين، ويذكر أسماء المحافظين ولا ينسى ذكر أسماء رؤساء الطوائف المذهبية ورؤساء العشائر كما أنه يعدد أسماء الصحف والمجلات التي كانت تصدر في دمشق ومن هم أصحابها.
والعلامة الخليل في يومياته مصور صناع في رسمه للأشخاص الذين يصفهم، اسمعه يذكر زيارة الأستاذ محمد البزم له وما جرى من حديث بينهما: "زارني ضحى هذا اليوم في المجمع العلمي، الأستاذ محمد البزم، وكان أكثر حديثه الشكوى، شكا سوى صحته من سوء الهضم، وشدة القبض، وضعف الكليتين، وكلال البصر، وضعف القوة، وشكا حقه المغموط في المعارف، وأنه سيحال في هذه السنة على التقاعد، مع أنه بلغ الستين خطأ، لا حقيقة، وأن راتب تقاعده سيكون ضئيلاً، ولا يسمن ولا يغني من جوع، وأن والدته توفيت منذ أسابيع، بعد أن ظلت مقعدة من سنتين. وشكا أولاده وما يحدثونه من الفوضى في الدار وما هم عليه من الفوضى، وشكا زوجه وجهلها وخرقهأ، وأنها لا تحسم عملاً، ولا تجارى غباوة...". إقرأ المزيد