شمس المغرب ؛ سيرة الشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي ومذهبه
(0)    
المرتبة: 28,509
تاريخ النشر: 01/01/2006
الناشر: فصلت للدراسات والترجمة والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:لقد وهب محمد بن العربي حياته كلها لتحصيل العلم والمعرفة، ولكنه لم يسلك في ذلك طريق الفكر والنظر مثل عامة العلماء على جلال قدرهم، وإنما سلك طريق التقوى التي هي الشرط الوحيد حتى يتولى الله سبحانه وتعالى عباده بالتعليم. وهذه المعرفة التي تحصل بالتقوى هي المعرفة الكشفية الذوقية الوهبية ...عن طريق أرواح الأنبياء والملائكة الكرام الذين ينهلون من بحر المعرفة الأبدية محمد صلى الله عليه وسلم، وهي معرفة يقينية تدرك بالبصيرة ولا يداخلها الشك، بخلاف بقية العلوم النظرية المبنية على الفكر الذي يصيب حيناً ويخطئ في أغلب الأحيان، والفرق بينهما كالفرق بين من يذوق العسل ومن يقرأ عنه في الكتب أو يسمع عن وضعه ممن ذاقه.
وبما أن المعرفة قد تحصل في النفس والقلب عن طريق الروح فإنه لا بد من تصفية القلب وتعديل المزاج وتزكية النفس حتى تكون محلاً مستقبلاً وقابلاً ثم جامعاً وواهباً لهذه المعرفة. ومن هنا جاء التصوف الإسلامي الصحيح المستند على أسس الشريعة الإسلامية لتصفية النفس من كدورتها وشهواتها الطينية، وتصفية القلب من تعلقه بالدنيا وطاعته العمياء للنفس القوية المتمردة، وتزكية الروح لإصلاح علاقتها بأصلها وجوهرها الذي هو الروح القدسي الإلهي، وتحليلها من قيودها التي حصلت لها لارتباطها بهذا الجسد الفاني، فإذا حصل ذلك كان الرجوع إلى الله تعالى، وهو التوبة الحقيقية، فيدخل القلب على الحضرة الإلهية عبداً محضاً خالياً من تعلقاته بفنائه عن الدنيا وعن كل ما سوى الله تعالى.
تلك الإطلالة على معنى التصوف تفتح الأفق رحباً للمضي بعيداً في مسيرة وحياة الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي التي سوف تضيء سيرته زوايا هذا الكتاب وهي تشبه إلى حد بعيد رحلة الشمس في السماء وهذا التشبيه ليس تشابهاً في الشكل والحركة، ولكنه تشابه عميق في المغزى والحقيقة، وهو ينسحب على الكثير من التفاصيل كما سيلمس القارئ في تفاصيل هذا الكتاب. لقد بدأت رحلة ابن العربي مثل الشمس، من المشرق، من الجزيرة من منبع الإسلام ومنبع الحضارات؛ غير أنه بدأ في الباطن، في عالم الذرّ، في ظهور أجداده من قبيلة طيء التي اشتهرت بالجود والكرم، فانتقل الشيخ الأكبر محمد ابن العربي ذراري آبانه من اليمن في جزيرة العرب إلى المغرب إلى الأندلس حيث أرضعته الطبيعة أصفى لبن ووهبته نفائس العلوم ودرر المعارف ليسري بها من جديد إلى مطلع الشمس في المشرق حتى تفيض مزيداً من النور وتهب مزيداً من العطاء.
وإذا لم يكن لابن العربي أي دور في اختيار مكان ولادته، فلا شك أنه اختار دمشق من بين بقية المدن، حتى يستقر بها وتسطع على أرجائها شمس معارفه، ولا تزال ساطعة في الشرق والغرب وفي الجنوب وفي الشمال، فذكره وآثاره عمّت الآفاق وعلومه ومعارفه فاضت منها العقول، وأسراره لا تزال تتقلب فيها القلوب وتستريح فيها الأرواح.نبذة الناشر:لقد كان الشيخ محيى الدين ابن العربي في أثناء حباته وحتى يومنا هذا شخصية كونية كبيرة أثارت اهتمام العديد من المؤيدين والشارحين والنقاد، ويعد هذا الكتاب أول محاولة جدية لإبراز سيرة هذا العالم الجليل بشكل تفصيلي وموثق من خلال المعلومات المتوفرة عنه من المصادر الأصلية وخاصة من مؤلفات الشيخ نفسه.
يعد هذا العمل ضرورياً لجميع الباحثين والمفكرين الذين يهتمون بدراسة تراث الشيخ بالإضافة إلى المثقف العام الذي يريد التعرف على سيرته ومذهبه من أجل فهم رؤيته الفريدة للعالم ومحاولة شرحها والإفادة منها.
سعى المؤلف في مختلف أعماله لدراسة تراث الشيخ الأكبر وإبرازه بصورة علمية، وقد قام باختيار مفهوم الزمن عند الشيخ محيى الدين وانعكاساته على الفيزياء الحديثة موضوعاً لأطروحته، وسوف يكون ذلك موضوع كتابه القادم عن ابن العربي إن شاء الله تعالى. إقرأ المزيد