القضاء والقدر عند المسلمين دراسة وتحليل
(0)    
المرتبة: 36,782
تاريخ النشر: 06/04/2006
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة الناشر:تظهر أهمية هذا الموضوع في جذوره الفكرية العميقة لدى الأمم الغابرة، إذ عالجوا هذا الموضوع حسب ما ارتكزت في قلوبهم دعائم العقيدة، فتباينت أفكارهم وتنوعت اجتهاداتهم، فاختار كل فريق ما يراه مناسباً لمذهبه، فنشأت فكرة الجبر لدى الوثنيين في العصور القديمة نتيجة اعتقادهم بألوهية الشمس والقمر والأرض وثبوت سلطان الظواهر ...الطبيعية على أرواحهم وتصرفاتهم، إذ لا خيار لهم إلا التسليم لهذه الظواهر، وتولدت فكرة الاختيار في الأديان السابقة ولدى بعض الفلاسفة اليونانيين، ونسبوا مصير الإنسان غلى نفسه، نتيجة معرفته وعلمه بما يعمل.
وقد اهتم علماء المسلمين وكبار المجتهدين بمسألة القدر بعد ما توسعت رقعة الإسلام ودخلت الأمم الأخرى في الإسلام، وبدأت التساؤلات منذ صدر الإسلام، وعدوا الإيمان به من ركائز الإسلام، وأجمعوا على ضرورة الاعتقاد بقدرة الله كما يؤمن المسلم بصفات جلاله الأخرى كالعلم والإرادة والقدرة، لأن القدر والقضاء من الضرورات اللازمة لصفة القدرة والإرادة إذ إن الوجود وما فيه من الأحداث يستند إلى صفة العلم، وحدوث الكائنات والأحداث تحتاج إلى قدرة تحققها وتنجزها، والله تعالى العليم بخلقه، والقادر على إنشائه قد أخرجه من العدم إلى تقوجود بالإرادة، بتعيين وتقدير وسنن. وأوضح العلماء أن القدر هو تقدير هذه السنن والقوانين، والقضاء هو تنفيذ هذه السنن وسريانها، وهي عبارة عن أفعاله المترتبة المقدرة، والمعتمدة على صفة العلم، فيقدر ويحكم ما يريد، وكل أعماله مقدورة له.
ويهدف البحث إلى توضيح أمور مهمة ذات صلة وثيقة بعقيدة المسلم تجاه خلقه وصفاته الذاتية والفعلية، وما يتعلق بمسألة القضاء والقدر، وكشف النقاب عن الأفكار الدخيلة في عقيدة المسلمين، ودراسة مسألة القدر ضمن إطار القرآن والسنة النبوية، للوقوف أمام اعتراضات المعترضين.
وقد تضمن هذا الكتاب مقدمة وفصلاً تمهيدياً وخمسة فصول وخاتمة.
فتحدث المؤلف في المقدمة عن الموضوع وهدف البحث وأهميته ومنهج الدين والبحث. أما الفصل التمهيدي فقد تناول فيه نشأة القدر في الفكر القديم والفكر اليهودي والمسيحي وتاريخ ظهور المشكلة. وذكر في الفصل الأول ماهية القضاء والقدر. وفي الفصل الثاني تحدث عن القدر وحرية الاختيار في القرآن الكريم وموقف الحسن البصري منه. وتكلم في الفصل الثالث عن القدر عند الجبرية، وفي الفصل الرابع عند القدرية والمعتزلة، وفي الفصل الخامس عند الأشعرية والماتريدية. وتكلم في الخاتمة عن النتائح التي توصل إليها. إقرأ المزيد