ربحت محمداً ولم أخسر المسيح
(0)    
المرتبة: 180,653
تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: مؤسسة الرسالة ناشرون
نبذة نيل وفرات:النبوة إشراق سماوي على الإنسانية، ليقومها في سيرها، ويجذبها نحو الكمال... والنبي من الأنبياء هو الإنسان الكامل، الذي يبعثه الله تعالى ليبتدأ به النور، ولتهتدي به خطا العقل في التاريخ... لقد كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام النور الذي أشرق في تاريخ الإنسان، ففيهم تحس صدق النور، وسرعة الروعة، ولطف ...الجمال الظاهر والباطن في طهر سيرتهم، ونقاء سريرتهم، وعطر أفكارهم، ويقظة أفئدتهم، وفي كل حركاتهم وسكناتهم تلمس إعجاز النبوة العجيب! أليس الله قد اصطنعهم على عينه، واختارهم ليبلغوا رسالته؟! لقد كان الأنبياء هم البدء، ولا بد للبدء من تكملة، والتكملة بدأت في يوم حراء غرة أيام الدهر، ففيه تنزلت أنوار الوحي على من استحق بزّة الخاتمية فكان خاتم الأنبياء، ومن ذا يستحق أن يختتم به الوحي الإلهي غير الصادق الأمين. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أميناً في تبليغ الرسالة كلها، فلم يُخف من القرآن المنزل عليه آية، ولو لم يكن نبياً لما وجدنا في القرآن سورتي (مريم) و(آل عمران)... لو لم يكن نبياً لكتم آيات كثيرة من مثل هذه الآية الكريمة: (وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين). إنه يتلقى الحق من ربه عن مريم وعن عيسى عليه السلام فيعلنه للعالمين، ولو لم يكن رسولاً من الله ما أظهر هذا القول في هذا المجال بحال! يقول الشاعر الهندي طاغور: "لم ينكر الرسول قصص الأنبياء قبله؛ بل تركها كما أملاها الوحي ليظل شاهداً على صدقه وأمانته وإخلاصه. إن نبوة محمد هي نبوة صدق وأمانة وإيمان، إنها نبوة تدعو إلى فهم ووعي وهداية، هداي بالتفكر والتأمل والنظر (فالتفكير يوجب الإسلام والإسلام يوجب التفكير... فلا يخشى على الإسلام من حرية الفكر، بل يخشى عليه من اعتقال الفكر). وبعد فهذا الكتاب يذكر كلمة مسلمة في المسيح عليه السلام ويذكر أقوالاً مختارة لأناس شرح الله صدورهم للإسلام. وأخيراً يذكر هذا الكتاب أقوالاً لمساكين قد أبصرت عقولهم، ولكن عميت قلوبهم فضلوا الطريق بعد أن قاربوا المنزل. كما يذكر هذا الكتاب أقوال مفكرين أبصروا عورات الحضارة الغربية، وشاهدوا نيران الانهيار الروحي والخلقي والفكري تشب في رداء هذه الحضارة فصرخوا بقومهم: "هبّوا للنجاة... هبّوا للحياة". إقرأ المزيد