تاريخ النشر: 01/01/1993
الناشر: دار الصفوة
نبذة نيل وفرات:التربية: فن وعلم، لأننا نقابل روحاً وجسداً، وكياناً ذا شهوات ورغبات وحاجات، فلا يمكن أن نخضع كل ذلك للتقلبات التي تمليها حالاتنا النفسية والاجتماعية، أو للتصرفات المزاجية التي تعترينا، فتكون المحصلة جيلاً ضائعاً، بلا شخصية قوية، قادرة على تحمل شظف العيش، ومتاعب المستقبل.
وهي علم: لأنها قائمة على مجموعة قوانين ...ونظم، وخلاصة تجارب صيغت ضمن إطار مدارس علمية حضارية، وعلى أيدي خبراء ومتخصصين، وتدرس في الجامعات والمعاهد العليا في العالم، ويستخدم فيها أغلب المناهج العلمية الحديثة كالاستقراء المنطقي، واللوائح الاستبيانية، والقياس، وغيرها.
وبين الفن والعلم، نحن بحاجة إلى جيل يجمع بين الماضي والحاضر الماضي بأصالته، والحاضر بتطوره.. جيل يحمل تطلعات أمته، ويسعى من أجل تحقيق أهدافها.
جيل يبصر الماضي، وينظر إلى المستقبل بعين البصيرة، فلا يلغي الماضي من حياته، ولا يتلقى المستقبل بأحضانه، وإنما يقف ثابت الجنان، راسخ القدم، رافع الهام، منتصب القامة، قوي القلب.
ثم إننا -جيل المستقبل- أمام موجات عاتية عن الأفكار المسمومة، والثقافات الملوثة، والسلوكيات المنحرفة.
ومقابل ذلك نلاحظ، تخلي الأم عن دورها الحضاري في تربية الجيل الصاعد جاعلة شؤون البيت آخر اهتماماتها، وغياب الأب عن دوره الأبوي وانشغاله خارج البيت ركضاً وراء مشاق الحياة المادية الاستهلاكية.
وبين تخلي الأم وغياب الأب يظل الأبناء فريسة البرامج الماجنة الهدامة التي تعرضها شبكات التلفزة العالمية -خاصة مع تطور الأجهزة الحديثة- فهي تسيء إلى الأخلاق والمبادئ السامية التي جاء بها ديننا الإسلامي الحنيف.
فتقوم هذه المؤسسات الإعلامية بنسف الثقافة الصالحة، وزرع محلها ثقافة اللهو، واللعب، والترف، والاستهلاك... فبدلاً من ثقافة اللب والجوهر، يزرعون ثقافة الديكور والقشور، فينشأ لدينا جيل خالي الوفاض، إلا من الكماليات والجماليات.
وفي هذا الكتاب محاول لرسم خريطة مصغرة للعمل التربوي السليم، والكشف عن بعض الحلول العملية الصائبة، ومساهمة متواضعة في هذا الطريق. إقرأ المزيد