التبيان في تفسير غريب القرآن
(0)    
المرتبة: 113,669
تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: دار الغرب الإسلامي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:ألفت في العربية عدة مصنفات لتوضيح الغريب من الألفاظ الواردة في كتاب الله العزيز، وهو ما يستغلق فهمه على القارئ أو السامع، ويختلف كمّه وفق ثقافة الشخص بالعربية ومدى إلمامه بدلالة ألفاظها. وأول ما وصل من مصنفات في هذا المجال رسالة لابن عباس عن طريق الرواية بالمشافهة، لأن عهده ...لم يكن عهد تدوين، ثم تتابعت الكتب المؤلفة في هذا الموضوع حتى العصر الحاضر. ويأتي هذا الكتاب "التبيان في تفسير غريب القرآن" بعد مرور سعة قرون على نزول القرآن العظيم، فهو يعدّ من حيدث الترتيب الزمني واسطة العقد لهذه المنصفات.
والكتاب هو من تأليف شهاب الدين أحمد بن محمد بن عماد المعروف بابن الهائم المتوفى سنة 815هـ. وقد ألفه ابن الهائم حاشية على كتاب "غريب القرآن" للسجستاني وعنونه باسم "التبيان في تفسير غريب القرآن" وكلمة "تبيان" مصدر من بيّن بمعنى وضّح وإذا كان ابن الهائم قد اتخذ من كتاب السجستاني أصلاً لكتابه فعدّه كالمتن له، يعرض اللفظ القرآني الوارد عنده وتفسيره له، ثم يعقب أو يستدرك عليه ألفاظاً لم يتناولها، فحري التعريف به فالسجستاني، أبو بكر محمد بن عزيز العزيزي أديب مفسر كان من تلاميذ أبي بكر الانباري. عاش في بغداد، كان أديباً صالحاً فاضلاً متواضعاً واشتهر بكتابة "تفسير غريب القرآن" الذي أطلق عليه أيضاً "نزهة القلوب". وبالنسبة لمنهج السجستاني في عرضه لغريب القرآن أنه رتب الألفاظ القرآنية ترتيباً هجائياً وفق الشكل الخارجي للكلمة دون مراعاة للأصل الاشتقاقي. وبالنسبة للألفاظ القرآنية التي حرص على ذكرها وفق الرسم المصحفي لم يراع السجستاني قراءة حفص عن عاصم الشائع الآن في المصاحف، وإنما اتبع قراءة ابن محمود ولا عجب في ذلك لأنها القراءة التي كانت شائعة في عصره في كلّ من مصر والشام كما يذكر ابن الجزري، والمعتقد أنها أيضاً كانت شائعة في العراق موطن السجستاني.
وبالعودة إلى كتاب ابن الهائم التبيان الذي نقلب صفحاته، وإذا كان المؤلف قد اتخذ كتاب السجستاني الأساس الذي عليه مصنفه هذا، ولما كان المنهجان متباينين، اقتضى ذلك من ابن الهائم ترتيب النزهة وفق ترتيب المصحف، وهذا جهد جبار ومضن. وقد نص على صنيعه هذا في المقدمة الموجزة التي صنعها لكتابه، فيقول: "فرأيت أن أجمع ما تفرق من غريب كل سورة فيما هو كالفصل مع زيادة أشياء في بعض المواضع على الأصل". معقباً بعد ذلك على تفسير كثير من الألفاظ، بل ومستدركاً ألفاظاً لم يوردها السجستاني في كتابه ويفسرها. هذا وقد رجع ابن الهائم في زياداته على السجستاني إلى كتب عديدة في مختلف العلوم العربية والإسلامية وعلى الأخص كتب معاني القرآن وتفاسيره، فكتاب التبيان يضمّ في ثناياه فقهاً وحديثاً ونحواً وصرفاً وبلاغة وفلسفة ومنطقاً وتصوفاً وعلم كلام وغير ذلك من العلوم التي مارسها العلماء السابقون للمصنف. ويتضح ذلك من خلال عرضه للألفاظ القرآنية التي وضحها.
ونظراً لأهمية الكتاب تمّ إخراجه بهذه الحلّة المحققة حيث عمد المحقق إلى نسخ الكتاب من المخطوطة وفق الرسم الإملائي الشائع الآن، مخرجاً الآيات القرآنية والأحاديث النبوية كما الأمثال والأشعار. ولاشتمال الكتاب على قراءات قرآنية ومنها ما هو شاذ، قام المحقق بعزوها إلى قرائها أو بمعنى أدق إلى كثير منهم، مزوداً الكتاب في آخره بفهارس مفصلة. إقرأ المزيد