نقد الشعر ؛ المنهج والمعيار
تاريخ النشر: 01/05/2006
الناشر: مؤسسة العارف للمطبوعات
نبذة نيل وفرات:تيسرت فرصة المتابعة، بعد فرض الحياة في بريطانيا، في النظر والتحليل لمبادئ نقد الشعر عند العرب ومن ثم مقارنتها مع ما وجده في تاريخ النقد الأدبي عند الأوربيين، فتوفرت من ذلك المادة التي انتظم منها الإطار التنظيري لموضوع "النقد" كمعرفة من معارف العرب الأولى والتي تمثل أقدم قاعدة لمناهج ...النقد الفني، وأول الأسس لمعيار الإبداع في الشعر العربي.
تأثرت مسيرة البحث في فصول الكتاب بما تأثرت به حياة المؤلف في فترة الاغتراب. فقد انتظمت الفصول الأربعة الأولى وتحكمت الظروف في إبعاد المؤلف عن المتابعة. وبعد فترة ليست بالقصيرة بدأت مراجعة الفصول المنجزة على أساس فكرة جديدة تتعلق بالبحث في موضوع "النقد" في الشعر. فاجتمع من الدراسات الجديدة مادة انتظم منها ثلاثة فصول أخرى. فتراءى من ترتيب موضوع جميع الفصول مادة متسلسلة ومترابطة في وحدتها الموضوعية، والمتمثلة في قضايا نقد الشعر وموضوعات منهجه وسمات المعيار له. فظهر من ذلك كله صلاحية طبع البحث بهذا الكتاب الذي انتظم في مقدمة وسبعة فصول وخاتمة.
جاء الفصل الأول متابعات تمهيدية في الجذور التنظيرية لمناهج المعارف الأدبية عند العرب. فتعرضت الفقرة الأولى لأثر الدراسات القرآنية في انتظام مختلف المباحث اللغوية والبلاغية والأصولية. وتناول فقرة أخرى الدراسات النحوية في انتظام المباحث فيها بفقرات المناهج اللغوية التي اعتمدها علماء كل من مدرستي البصرة والكوفة. كما تعرضت شروح هذا الفصل إلى المباحث البلاغية، وتحولات حلقات الدراسة في موضوعاتها إلى ما أشار إلى قواعد البيان والمعاني والبديع، كما تعرضت بعض فقرات الفصل لمسائل الإيجاز والتشبيه والاستعارة والتجانس والتضمين والمبالغة وحسن البيان... الخ. ومسألة المجاز وباطن والعلة وغيرها ممن يعني بفهمه منهجية المباحث الأصولية وكشفت عن أثر تلك المباحث في بلورة خصائص الدلالات اللفظية ومعايير المعاني المستخلصة منها ومن ثم انتظام مناهج فهمها وأثر تلك المناهج في تنظير منهج النقد الأدبي وتشخيص معاييره وأسسه في تقدير القيم والفنون التعبيرية.
تعرض الفصل الثاني إلى خصائص المنهج العقلي في تقدير وتقويم القيم، ثم عرض لبيان أثره في تشخيص معالم منهج النقد الأدبي، ومن ثم تعيين السمات الأساسية لمعيار الإبداع. تعرضت فقرات هذا الفصل لما ورد من الخطاب القرآني في الاسترشاد بنور العقل لتشخيص أساليب الاستدلال وتأصيل الأسس وبيان أدلة وقواعد الاعتقاد. وتناولت فقرة أخرى دور الجدل حول فلسفة الحكم في الإسلام، واحتدام النقاش حول قدر الإنسان من فعله، وكيف أثر ذلك في تشخيص أهمية الاستدلال العقلي في منهجه ومبادئه، بحيث لعب ذلك الاستدلال دوراً مهماً في تأصيل أسس ومعايير القيم الأدبية. وانتهى الفصل بفقرة مطولة تناولت تقريرات الأدبي الناقد ابن طباطبا العلوي في أسس النقد ومعيار الإبداع الشعري وكيف اعتمد المنهج العقلي في تنظيرها وتأصيلها ثم تدوينها في كتابه "عيار الشعر".
تناول الفصل الثالث مناهج الفلاسفة العرب وتأصيلهم لأسس ومعايير القيم الفنية للعشر. وانتظمت فقرات هذا الفصل في عرض آراء كل من الفيلسوفين الفارابي وابن سينا في المحاكاة وعناصرها، والتخييل والتخيل والتمثيل ومرادفاته، حيث شرح ذلك بياناً لسمات المعايير الفنية التي نظرها وشخصها هذان الفيلسوفان، وكيف فصلوا القول عنها من خلال شروحهم لمفاهيم الطبع والصنعة في الشعر، والكذب والصدق في معانيه، ومبدأ الأخطار بالبال وغيرها. وانعقد الحديث في الفقرة الأخيرة من هذا الفصل على ما تهيأ للناقد قدامه بن جعفر من مناهج وفلسفية قرر بموجبها قواعده النقدية وأسسه التقويمية للشعر العربي وقيمه الفنية.
وانعقد الحديث في الفصل الرابع عن النشاطات الأدبية الحديثة وكيف استطاع الأدباء العرب في العصر الحديث أن ينهضوا بأدبهم إلى مستوى الآداب العالمية دون أن ينسلخوا من قاعدتهم الثقافية الموروثة.
استطرد الحديث على صفحات هذا الفصل عن المراحل الفكرية والأدبية التي استكملت بها نهضة أوروبا الحديثة، وذلك من خلال التعريف بالحركات الفكرية، والحديث على صفحات هذا الفصل عن المراحل الفكرية والأدبية التي استكملت بها نهضة أوربا الحديثة، وذلك من خلال التعريف بالحركات الفكرية، والحديث عن مشاهير رواد كل منها أمثال أولئك الذين أصلوا المبادئ الرومانسية ونظروا الأسس الرمزية وأسسوا المقاييس التصويرية وشخصوا، المعايير السريالية، وشرحوا الخصائص الوجودية ووضحوا معالم الدادائية وغيرها. وتعرضت إحدى فقرات هذا الفصل إلى تأثير آراء تلك الحركات وتفاعلها مع الفكر الأدبي العربي، ودورها في نشأة مداخل الشعر العربي الحديث. استطرد الحديث على صفحات هذا الفصل في أسس تصوير الحياة اليومية في الشعر، ومبادئ الشعر الوجداني، وخصائص الاستخدام الفني لدلالات الأساطير والرموز وغيرها. وعرضت محاور الفصل إلى دور هذه التطورات في تأصيل مناهج النقد الحديث وتشخيص معايير القيم الفنية في الشعر. كما عرضت مناقشات هذا الفصل إلى ولادة الشعر العربي الحر، وكيفية تأصيل مناهجه وأسس قيمه إلى جوار منهج وأسس الشعر التقليدي الموروث.
وجاء الفصل الخامس لبيان منهج الشعر الحر، والمعيار في نقده. عرضت فقرات الفصل إلى صياغات الشعر الحر وأساليبه التعبيرية وما انطوت عليه من أسس إيحائية تبوح بها الإشارات والرموز وذكر الأحداث والشخصيات التاريخية. كما تعرضت شروح الفصل إلى النقلة في تصوير الشعر الفني من هيئة التنضيد في الصور الشعرية إلى هيئة الرؤية والإفاضة الفكرية. عرض هذا الفصل في إحدى فقراته معيار "الإنقاذ" أو تصوير "المنقذ" في الشعر، ثم اتسع الحديث إلى بيان الدلالات الجديدة في استعمالات اللغة الشعرية. انتهى الفصل بفقرة تطبيقية كشفت عن مدى النجاح في تطبيقات تلك التنظيرات لمنهج نقد الشعر الحر ومعالم المعيار في الإبداع فيه.
وتناول كل من الفصل السادس والفصل السابع الحديث عن خصائص "الشعر الناقد" ومعالمه الفنية في كل من الشعر العمودي والشعر الحر. بينت فقرات الفصل السادس العلاقة بين منهج النقد وقيم الحياة وأثر تلك القيم في خلق الإبداع. وتعرضت الفقرة التالية للفرق بين النقد الفني والنقد أو "الانتقاد في الشعر"، كما عرضت شروح الفقرة العلاقة بين الخطاب النقدي والخطاب الاجتماعي. وتناولت فقرة أخرى من الفصل السادس جذور الشعر الناقد عند العرب في مباني ودلالات "الهجاء" وما جاء حديثاً بعنوان "الشعر النقاد"، ومقارنة ذلك مع ما تمت تسميته عند الأوربيين بـ"نقد الممارسين. فانعقدت، لتوضيح ذلك مباحث في منهجية "كولردج" في النقد، ومبادئ "شيلي" في الشعر، ومن ثم "ت.س اليوت" ونقده في الشعر وما يقابل ذلك من خصائص الشعر الناقد عند بعض الشعراء العرب كالجواهري وأمثاله.
اختتم الفصل بشواهد تطبيقية شعرية توضح معايير الإبداع في الشعر الناقد عند العرب. كما تناول الفصل السابع خصائص المنهج والمعيار للشعر الحر الناقد. حيث عرضت فقرات الفصل الموضوعات التنظيرية والتطبيقية التي امتاز بها هذا اللون من التعبير الشعري. وانتهى الفصل بفقرات تحليلية للشعر الحر بالناقد عند كل من الشاعرين بدر شاكر السياب ونزار قباني.
وكان للبحث خاتمة لخصت أبرز نتائجه تلي ذلك قائمة بأهم المصادر التي اعتمد عليها البحث في محاور مناقشاته ومقارناته. إقرأ المزيد