منطقة بحر قزوين وأهميتها الاستراتيجية في العلاقات الدولية
تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: دار الرضا للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:يقدم هذا الكتاب معلومات هامة، جغرافية، وتاريخية وسياسية عن منطقة بحر قزوين والدول المحيطة به والمجاورة له. باعتبارها واحدة من المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية في العالم، هذه الأهمية التي تزايدت أكثر فأكثر بعد انهيار النظام الاشتراكي في الاتحاد السوفييتي وتفككه، وبروز الدول المستقلة التي كانت جزءاً منه، مما جعل ...من هذه المنطقة ودولها كافة، محل اهتمام كبير، وتركيز خاص، من الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في نطاق مخططاتها الرامية إلى إحكام سيطرتها عليها، بسبب موقعها، وما تكتنزه من ثروات من أهمية، ولا سيما في مجال الطاقة وألغاز، إضافةً إلى المواصلات وخطوط نقل هذه الطاقة إلى مناطق العالم المختلفة باعتبار أنها، أي الطاقة، تنقل عصب الحياة للقاعدة الصناعية في الدول الكبرى المتطورة صناعياً وعلمياً، لأن من يملك مصادر الطاقة أو يتحكم بها يستطيع التحكم بمفاصل السياسة العالمية والعلاقات الدولية، ويهيمن على المزيد من مناطق النفوذ في العالم.
كما يعرض هذا الكتاب المشاكل والهموم التي تعاني منها بلدان هذه المنطقة، وما بينها من خلافات وما تواجهه من تحديات، ويتوقف عند الموقف العربي والإقليمي من التطورات والأحداث التي شهدتها آسيا الوسطى والقوقاز ومنطقة بحر قزوين في دائرة ما يسمى "الحرب الدائرة ضد الإرهاب" هذه الحرب التي يعتبر الرئيس الأمريكي بوش أنها بدأت بعد أحداث 11 أيلول 2001 وأنها حرب طويلة، وأن معظم مبرراتها وأهدافها موجود في آسيا الوسطى وجنوب آسيا وفي مناطق عديدة من العالم، وأن للولايات المتحدة في هذه المناطق مصالح "قومية" يجب حمايتها (مصادر الطاقة ومجالات عبورها ونقلها)، ولذلك كانت أفغانستان الهدف الأول لهذه الحرب بسبب وجود المبرر (الذريعة) وكذلك الهدف في آن معاً، وذلك بدافع بسط الهيمنة الأمريكية التي كما يوضح الكتاب، تضع من بين أهم أهدافها هدف إضعاف روسيا، وبالتالي الاستمرار في ممارسة الضغوط عليها، وضرب علاقاتها مع تلك الدول المحيطة ببحر قزوين أو المجاورة له، وصولاً إلى إزاحة النفوذ الروسي عن تلك المنطقة الذي يعتبر من أولويات السياسية الأمريكية.
ومما هو جدير بالانتباه ما يشير إليه هذا الكتاب من تقصير الدول العربية في مجال تعزيز علاقاتها مع تلك الدول "المستقلة" في تلك المنطقة، بينما على العكس من ذلك اهتمت إسرائيل بإقامة علاقات قوية معها على أرضية تخالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في نطاق سعيها المحموم لإعادة ترتيب أوضاع هذه المنطقة، وصياغتها بالشكل الذي يخدم مخططاتها في بسط الهيمنة، وتكريس أحاديتها التقنية على نطاق عالمي. ولهذا فإنه من الأهمية بمكان الإشارة إلى أهمية ما يحتويه هذا الكتاب من معلومات، وما يلقيه من ضوء على أبعاد المخططات التي تستهدف تلك المنطقة. ومعها منطقتنا العربية، وما يؤكده من ضرورة التنبه للأخطار الناجمة عنها، وما يدعو إليه من ضرورة أن تتوجه البلدان العربية نحو دول بحر قزوين، ولا سيما الدول التي استقلت عن الاتحاد السوفييتي السابق وتعميق الحوار معها وصولاً إلى إقامة علاقات عربية سياسية واقتصادية وثقافية وطيدة معها، لخدمة الأهداف والمصالح المشتركة، وعدم تركها واقعة تحت تأثير النفوذ والمخططات الإسرائيلية التي تتعامل مع المخططات الأمريكية وتعبير جزءاً لا يتجزأ منها.
يبقى الإشارة إلى أن هذا الكتاب، جدير باهتمام كل مهتم بالشأن السياسي، وبشؤون هذه المنطقة الحساسة من العالم، وما تشهده من تطورات، كونه يشكل مرجعاً هاماً في الموضوع الذي يتناوله. إقرأ المزيد