محنة شعر السجون والأسر في الأندلس - عهد بني أمية والفتنة وملوك الطوائف -
(0)    
المرتبة: 34,172
تاريخ النشر: 01/01/2005
الناشر: دار سعد الدين
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:للحرية إيقاع قاهر لا يُقاوم عندما يصافح الأسماع أو يمس القلوب، فالحرية شرط الوجود الإنساني، ومغزى الوجود الإلهي، وما قهر إنسان إلا صار عبداً، والعبودية نفي للإنسانية ووأد لقيم الجمال.
على أن الإنسان في صراعه اليائس على الوجود اليائس يرى في قهر الآخر بنفي حريته شفاء لصدره المريض، وهكذا ...كانت السجون على مدار التاريخ رمز البؤس الإنساني يلتصق بالتراب بعيداً عن تنزلات السماء ولو ترك الآثم سجين نفسه الآثمة لضاقت به الأرض أكثر مما يضيق به السجن، ولعل المعيار الخلقي الصحيح لا يميز السجن الضيق من الفضاء الطليق فهاهنا سجناء القيد وهنالك سجناء النفس وها هنا من ينبغي أن يكون طليقاً وهنالك من ينبغي أن يكون سجيناً مقهوراً لولا أنها دورة الفلك، وصيرورة الحياة لا تدرك حكمتها.
وقد شاءت الأستاذة الدكتورة مهجة الباشا أن تؤرخ لمحنة القهر في أندلس الحرية، وهي التي دأبت على معالجة الجانب الحزين من تاريخ الأندلس، إذ أرّخت من قبل شعر رثاء الممالك الأندلسية الغائبة تأريخاً يجعل الأندلس حلماً دامياً لا يفتأ يقطر بالأسى أبد الدهر، وها هي ذي اليوم تؤرخ للصراع الذي أدمى الأندلس وأودى بكثير من أعلامها إلى فتنة السجن وبؤسه، وكأنها تريد القول: إننا كثيراً ما نخطىء عندما نتأمل الوجوه الزاهية من إشراقات الأيام والليالي، ونغفل عن مظلمات الأمور وعواقبها المفضيات إلى الهموم والأحزان. فالأندلس التي تومض بألق المجد في أخيلتنا الحالمة كانت تنطوي على شؤم الواقع الذي ينذر بكل داهية مظلمة، والذي عبّر عن شعر المقهورين في ظلمات السجون.
وبعد، إن في كتاب الدكتورة مهجة الباشا "محنة شعر السجون والأسر في الأندلس" دراسة علمية تتميز بالجدية والدقة في البحث والتقصّي، وهو بحث مهم وضروري يُغني المكتبة العربية الأندلسية، ولعلّ المتأمّل فيه يطلع على خفقات الصدور اليائسة، ونبضات القلوب الحالمة، والتقلّب بين عوادي الأيام في إقبالها وإدبارها، فيقرأ التاريخ ولكن من خلال ظلمة القيود. إقرأ المزيد