تاريخ النشر: 01/01/2005
الناشر: دار سعد الدين
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:يدرس هذا الكتاب إماماً من الأئمة الذين أخذوا بعلوم شتى وعرفوا بها وصنفوا فيها، وكان له أثر ظاهر في العربية والفقه وأصوله، وأورثنا مصنفات هذه العلوم، ما زال أهل العلم يستفيدون منها إلى يوم الناس هذا.
إنه ابن الحاجب، أخذ من الفقه بحظ وافر، ورسخ فيه وتبحر واختص بالمذهب المالكي ...من مذاهبه، وما فتئ يتعمق ويتقصى في هذا المذهب حتى تبوأ منزلة رفيعة فيه، وعدّ رأساً من رؤوسه، يضاف إلى إن علمه بأصول الفقه، غذ شدّ إليه الرحال وقصده الراغبون في تحصيله، وترك كتاباً فيه توافر عليه أهل العلم واعتدوا به على أنه مصدر من مصادر علم الأصول.
وأما علمه في العربية وباعه فيها وتعاطيه لها فأشياء سار ذكرها في مؤلفات النحويين وآنسوا منها معيناً عذباً يغنون به كتبهم، وركنوا إلى آرائه في النحو والصرف وأووا إلى نظره في الظواهر النحوية على أنه ركن شديد يتمسك به.
ومن آثار نعمة الله علي أن اتخذت من دراسة هذا العلم وتحقيق كتابه "الإيضاح في شرح المفصل" أطروحة لنيل درجة الدكتوراه، ولا تفتأ نعم الله مسبغة علي، ولم تنفك عني آلاؤه تحرسني ومحبة منه علي ملقاة، حتى أتممت صنع هذه الأطروحة على عينه.
وبالعودة لمتن هذا الكتاب نجده يضم أطروحة قدمها المباحث لنيل درجة الدكتوراه حيث وزعها على أبواب ثلاثة بدأ الباب الأول بالكلام على شخصية ابن الحاجب، نسبه ونشأته وعلمه وشعره وخلقه وشيوخه وتلاميذه ومصنفاته، كل أولئك كان الفصل الأول عنه مسؤولاً.
ثم يمم وجهه شطر الزمخشري وكتابه "المفصل" لأن كتاب "الإيضاح" الكتاب المنظور إليه من مصنفات ابن الحاجب، ولأنه شرح لمفصل الزمخشري، فقدم بين يدي الحديث ترجمة موجزة للزمخشري، ثم تحدثت عن "المفصل" وبنائه وأهميته والمصنفات التي ألفت فيه، والفصل الثاني كان بذلك زعيماً.
وبعد أن استوفى الكلام على "المفصل" كان له أن يتناول "الإيضاح" بالدرس، فتناول اسمه ونسبته إلى ابن الحاجب ومنزلته وأهميته، وعلاقته بكتاب آخر للمصنف هو كتاب "الأمالي"، ثم بسط الكلام على منهج الشارح في "الإيضاح" وختم بعقد موازنة بين شرحي ابني الحاجب ويعيش، وبذا أقفل الفصل الثالث، وبه وانتهى الباب الأول.
ثم استهل الباب الثاني بذكر الأصول النحوية والمرتكزات التي اتكأ عليها ابن الحاجب في احتجاجه، وبذا تم الفص الأول. ونظراً لثقافة ابن الحاجب الفقهية والأصولية عقد الفصل الثاني للحديث عن أثر الفقه وأصوله في عقليته وتفكيره النحويين. غير أنه تلمس أثر علم آخر في التحليل النحوي عنده، ألا وهو علم المنطق، فطفق بحثاً في اثر المنطق في شرحه للظاهرة النحوية وفي عنايته بالحدود والعلة، وبذا أوصد الباب الثاني بفصله الثالث.
بعد ذلك ذهب لدراسة مشربه النحوي وعمل على تحديد موقفه من المذهبين النحويين البصري والكوفي، ذلك موضوع الفصل الأول من الباب الثالث، فبدأ الفصل بمدخل حول المذهبين، ثم استعان على بيان مذهبه النحوي بدراسة موقفه من المسائل الخلافية بين الفريقين، ومصطلحاته النحوي التي لهج بها، وختم الفصل بمناقشة من نسب ابن الحاجب النحوي إلى ما يسمى بالمدرسة البغدادية، وخلص إلى أن هذه المدرسة لا وجود لها.
ولإظهار شخصية ابن الحاجب العلمية واستقلاليته وتفرده عقد الفصل الثاني على المسائل التي خالف فيها الجمهور والتي خالف فيها البصريين والتي خالف فيها الكوفيين.
ثم تحدث في الفصل الثالث عن موقف أعلام ثلاثة من ابن الحاجب هم الرضي الاستراباذي وابن هشام وعبد القادر البغدادي، واصطفى هؤلاء الأعلام لأنهم ذوو صلة وثيقة بابن الحاجب، فالرضي شرح الكافية، وكثيراً ما كان يناقش آراء المصنف في شرحه ويثبت نصوصاً من كتاب "الإيضاح في شرح المفصل"، وابن هشام أكثر من ذكر آراء ابن الحاجب ومذاهبه في مغنيه، والبغدادي اعتد بكتابي "الإيضاح" و"الأمالي" على أنهما مصدران من مصادر خزانته. إقرأ المزيد