تاريخ النشر: 01/05/2006
الناشر: دار الحرف العربي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:"تباً... أردت أن أستمتع بلحظات خالدة كهذه... لكن المطارق التي أحسّها تتقارع في حلقي.. والتي ليست سوى دقات قلبي وقد ناسبها هذا الوقت المفعم بالانفعال لتعلن عن تحمسها لما يحدث.. تفسد شاعرية كل شيء! كلنا تحلقنا حول النوافذ.. وقد اصطبغ الوجود حولنا بوهج أحمر... مصغر. جمدنا في أوضاعنا. بعضنا ...تمسك بما حوله.. بعضنا انسابت الدموع من عينيه.. لكننا ثبتنا في أماكننا لدقائق.. في وضع مثالي لرسم لوحة لنا.. تحمل اسم (الذهول) أو ربما (الصدمة).. لكنها تسجل الانطباعات الأولى. لأول زمرة بشر تحقق الحلم الأزلي.. وتحلّ محل الشخصيات الأسطورية التي ابتدعتا خيالات الأجيال السابقة. الحلم في معاينة الكوكب الأحمر.. والخطو فوق التربة الصدئة.. والتطلع لكوكب الأرض.. وقوفاً على قبة حمراء.. متجمدة.. على كوكب المريخ. قال (شهاب) في رهبة: إن درجة الحرارة في الخارج أقل من (3000) مئوية! بدا لنا كل شيء حولنا الآن مصبوغاً بالبياض المشرب بالحمرة.. إنه الثلج على المريخ. فالبرودة الخرافية.. تجبر غاز (ثاني أكسيد الكربون) على التجمد فوق سطح الكوكب ليكوّن طبقة جليدية زلقة لم نتوقعها.. وسيكون الهبوط فوقها هو أول تحدٍّ لنا. عرفنا أن القيادة الآلية لن تجدي نفعاً الآن.. لأن برنامج القيادة ليس معداً لمواقف مثل هذه. فرك (سديم) كفّيه ونادى في عصبية: (ديموس)! فومضت عينا الإنسان الآلي العملاق، الذي ظلّ ساكناً طوال الوقت، ولا أحسبه تأثر لما رأى، وأجاب: نعم!. تعال واجلس مكاني.. ونفّذ تعليماتي بدقة. حاضرّ! حتى القائد سديم لم يجد في نفسه القدرة على الهبوط بالمركبة.. ففضل أن يعهد لاستجابة الإنسان الآلي الفائقة بتنفيذ خطة الهبوط المعقدة... تحت إشرافه هو. كان الإنجاز الأول الذي ينتظرنا هو الهبوط فوق سطح الكوكب وهذه الطبقة الزجاجية من الثلج تغطيه. رفضاً منّا لدعوة التزلج الإجبارية تلك.. كان علينا أن نقترب من سطح الكوكب بشكل مريع.. هابطين رأسياً.. دون أن نلامسه.. قبل أن نشغل نفاثات المركبة.. لتبث حرارة سَعَريّة تكفي لإذابة ذلك الجليد... لتتكون مساحة مناسبة نهبط عليها...".
يأخذنا الكاتب إلى عالم سحري، عالم خيالي أدمن الإنسان الاقتراب منه ناظراً من خلال تصوراته الواهمة حيناً الواقعية أحياناً والعلمية في بعض الأحايين إلى ذلك العالم المليء بالغموض. يقترب الكاتب من هذا العالم بحنكة الروائي ومخياله واضعاً القارئ في أجواء يعيشها برهبة ويتابع مجرياتها بشغف. مسافراً إلى عالم الكواكب، واطئاً بما يمتلك من أحاسيس أرض ذلك الكوكب... المريخ، موهماً نفسه إلى حدّ القناعة أنه واحد من أفراد ذلك الطاقم الذي نسج الكاتب شخصياته ببراعة. إنها رواية تأخذ القارئ بعيداً عن عالم الأرض وبعيداً عن المآسي التي يعيشها الإنسان على ذلك الكوكب علّه يجد على الكواكب الأخرى فرجة أمل. تجربة خيال رائعة عاشها الكاتب وأبى إلا أن يستمتع بها الآخرون من القرّاء. إقرأ المزيد