تاريخ النشر: 01/01/1996
الناشر: دار طلاس للدراسات والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:عندما تمسك بهذا الكتاب فإنك تمسك بجزيئات، وعندما تشرب القهوة فإنك تتناول جزيئات، وعندما تجلس في غرفة أو تسير في أي مكان، فإنك تتعرض بصورة مستمرة للتصادم مع عدد عائل من الجزيئات (الهواء). ولا يختلف الأمر عندما تبدي إعجابك بجمال الطبيعة والألوان الزاهية الجميلة، لأنك عندها تبدي إعجابك بالجزيئات، ...وكذلك الحال عندما تتذوق الطعام والشراب فإنك تتذوق الجزيئات. وحتى عندما تستنشق الروائح العطرة، أو تشم الروائح الكريهة، فإنك تستنشق وتشم الجزيئات. فالجزيئات تكسو جسمك وتغذيك، فكل شيء من حولك مركب من الجزيئات، حتى أنت فلست سوى مجموعة منها.
نحن محاطون إذاً بالجزيئات،، وكل ما نلمسه تقريباً مركب من الجزيئات.. لكن... وعلى الرغم من ذلك، فإن كثيراً من الناس لا يدركون هذه الحقيقة. نعم... كان ينظر إلى الجزيئات حتى مطلع القرن الحالي على أنها رموز يستعملها الكيميائيون لوصف تحولات المادة، وحتى وقت قريب لم يستطع أحد مشاهدة أي من هذه الجزيئات.
لقد شهد هذا القرن، ومنذ فترة زمنية قصيرة، تعاوناً كبيراً بين علماء الفيزياء والكيمياء وعلوم الحياة في استخدام علم الطيف لكشف الجزيئات وتفهم ماهيتها. لقد استطاع العلماء باستخدام انعراج الأشعة السينية دراسة المواد أحادية البلورة، واستنتاج مواقع الذرات في جزيئاتها من خلال معرفة تركيز الإلكترونات في هذه الجزيئات. كما أن التطور الهائل في حقل المجهر الإلكتروني قد مكن العلماء من تحديد مواقع الجزيئات والذرات بصورة مباشرة، وسهل لهم بالتالي تحديد أشكالها والكشف عن أسرارها وخصائصها.
وما تهتم به الصفحات القادمة هو التحدث بإيجاز عما تمت معرفته عن الجزيئات التي نستنشقها، ونلبسها، ونأكلها، ونحرقها، والتي تشكل كل شيء من حولنا. أما الهدف الرئيسي من ذلك، فهو التعرف على الأنواع المختلفة من الجزيئات وفهمها، دون الحاجة إلى معرفة أو استعمال الأسس العلمية والتقنية المتقدمة التي استخدمت في الكشف عن أسرارها.
وهكذا سيتم التحدث عن بعض الجزيئات التي تتراوح في تركيبها بين الأكثر بساطة والأشد تعقيداً، والتي تختلف في أهميتها وخصائصها تمام الاختلاف مثل جزيئات الميثاق (16) وغيرها، التي تحترق تماماً، هذا عدا الجزيئات أخرى سيتم ذكرها بسبب استعمالها كجزيئات أساسية في بناء المركبات المعقدة، أو لكونها تجسد الخصائص الرئيسية للمذاق والرائحة، أو تحدد اللون. وسيتم التحدث في هذا الكتاب عن بعض الجزيئات لأهميتها العظمى، مثل السيليلوز الذي يوجد في كل مكان (85)، وينمو على شكل غابات عظيمة، ويلطف وجه الأرض. سوف ترى كيف يمكن لذرة أو اثنتين تحويل الوقود إلى مادة سامة، أو تغيير الرائجة الكريهة إلى عطرة. نعم... إن التغير الذي تحدثه ذرة واحدة ما يتبع ذلك من نتائج هو من عجائب عالم الكيمياء.
إن رسوم الجزيئات فحسب، تكفي للتعبير عن تركيبها ومظاهرها المختلفة التي قد تؤدي إلى فهم الكثير عنها وعن المادة المتكونة منها، وبالتالي توقفك عن التمعن فيها مقتنعاً بهذا القدر من المعرفة. ليس الهدف من هذا العمر إطلاقاً، جعلك تعتقد أن فهم تركيب هذا العالم يحتاج إلى ثقافة جامعية أو حتى إلى دراسة متخصصة بالكيمياء. إن غايته الرئيسية هي تمكينك من تفهم عالمك بشكل بديهي وبدون جهد، وبقدر من المتعة وكأنك تنظر إلى عمل فني جميل. إقرأ المزيد