تاريخ النشر: 01/01/2010
الناشر: عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:ابن جنّي، صاحب هذا الكتاب هو أبو الفتح عثمان بن جنّي ولا يعرف من نسبه من وراء هذا، وذلك أنه غير عربي، وكان أبو جنّي رومياً يونانياً. ولد ابن جنّي في الموصل كما جاء عند من ترجم له قبل الثلاثين والثلاثمائة من الهجرة قبل 330هـ ووفاته سنة 392، كانت ...نشأته في الموصل حيث تلقى مبادئ التعلم فيها وأخذ النحو عن أحمد بن محمد الموصلي الشافعي المعروف بالأخفش، كما عن أحمد بن محمد الموصلي وعن أبي عليّ وعن غيرهم من اللغويين. كان ابن جنّي واسع الرواية والدراية في اللغة، إذ أن قدراً صالحاً من اللغة مرحعه هذا الإمام، وكان إماماً في النحو والصرف، وهو على إمامته فيها في النحو أمثل منه في الصرف، كما يذكره الكاتبون لترجمته. وقد اشتهر ابن جنّي ببلاغة العبارة وحسن تصريف الكلام، والإبانة عن المعاني بأحسن وجوه الأداء، وهو يسمو في عبارته، ويبلغ بها ذروة الفصاحة، في المسائل العلمية الجافة البعيدة عن الخيال ووجوه النظرية. وقد بلغ في علوم العربية من الجلالة والخطر ما لم يبلغه إلا القليل، ويدلّ على ذلك قول المتنبي فيه، وقد كان المتنبي ذا قدم مكينة وبصر نافذ وإحاطة تامّة بالعربية، وأصبح ابن جنّي في مجرى القرون بعده مضرب المثل في معرفة النحو والتبريز فيه، إذ أنه فتح في العربية أبواباً لم يتسنّى فتحها لسواه، ووضع أصولاً في الاشتقاق ومناسبة الألفاظ للمعاني، وإهمال ما أهمل من الألفاظ، وكان بذلك إما يحتاج إلى أتباع يمضون في سبيله، ويبنون على بحوثه، وإذاً لنضجت أصوله وبلغت إناها، ولكنه لم يرزق هؤلاء الأتباع. خلّف ابن جنّي كتباً حساناً تدل على نضاله الجم وعلمه الغزير، وقد تخيّر لها أسماء حساناً. ومنها كتابه الخصائص الذي يعتبر من الكتب اللغوية القيمة للأدلة التي ضمّها على ما أوعته اللغة العربية من خصائص الحكمة، ونيطت به من علائق الاتقان والصنعة. وتجدر الإشارة إلى أنه تمّ طبع الجزء الأول منه سنة 1913م وعلى الرغم من أن الكتاب لم ينشر في ذلك الحين كاملاً، ولم ينل ما يستأله من التحقيق، فقد كان أثره محموداً عند جهود العلماء والأدباء والباحثين والمشغلين باللغة العربية وفقهها، والمعنيين بأصول اللغات وعقد الصلات فيما بينها؛ بل إنه فتح آفاقاً جديدة للبحث، وأنشأ فصولاً طريفة تداولها الباحثون بالتمحيص والتوليد والدرس، ووقف الناس ابن جنّي على عالِمٍ منقطع القرين. إلا أنه وفيما بعد تمت متابعة العمل على إخراج هذا الكتاب كاملاً، فخرج في هذه الطبعة ضمن جزء واحد لثلاثة أجزاء، حيث تمّ إغناؤه من قبل المحقق بدراسة وافية عن ابن جنّي وحياته وعصره وكتبه، وبحديث عن كتاب الخصائص وقيمته ومنزلته، ووصف للنسخ التي استعان بها في إخراج هذا الكتاب وصفاً علمياً مفصلاً. وبعد، فهذا هو كتاب الخصائص تقدمه دار الكتب المصرية للعلماء والأدباء والباحثين على منهج علمي مفيد، في جزء واحد لثلاثة أجزاء، كما أسلفنا، تلحق به الفهارس العامة، ومراجع البحث والتحقيق. إقرأ المزيد