تاريخ النشر: 01/02/2006
الناشر: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:على عكس العالم الغربي الذي احتدم فيه بين أنصار الإنترنت وخصومه، لم يحدث في عالمنا العربي ذلك النقاش الساخن حول هذه التقنية الاتصالية الجديدة وإن امتلأت خطب الزعماء والسياسيين ووسائل الإعلام وكتابات المثقفين بترديد مصطلحات من قبيل "التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال" و"الطرق السيارة للمعلومات" و"مجتمع المعلومات" أو "مجتمع المعرفة"... ...ونحن لا نكاد نرى أو نسمع جدلاً حول رهانات الإنترنت التي يدور حولها النقاش في الغرب: هل سيغير الإنترنت المبني على مفهوم الشبكة نمط العلاقات داخل الأسرة أو المجتمع العربيين؟.. هل سيغير الإنترنت من ملامح المشهد الإعلامي العربي المحكوم في معظمه بمنطق "الإعلام" الأحاديث الاتجاه أكثر مما هو "تواصل" بين الباث والمتلقي؟.. هل سيمكن الإنترنت المستخدمين من تحقيق الحرية عامة وحرية التعبير بالخصوص؟ هل سيخلق الإنترنت أجواء من الجدل والنقاش والمحاجة التي هي أساس الديمقراطية؟ هل أن الإنترنت مناسب للثقافة العربية أم أنه لا يلائمها؟...
لا نعتقد أن هذه المسائل وغيرها مطروحة في واجهة النقاش اليوم لا في مستوى الخطاب السياسي ولا الإعلامي ولا حتى العلمي. لا نكاد نسمع سوى خطاباً عاماً عن "الانخراط في مجتمع المعلومات" عن طريق إنشاء بنى تحتية للاتصالات وعن التكنولوجيات الحديثة كفرصة اقتصادية "للحاق بالدول المتقدمة".
بناء على ذلك يقترح هذا المؤلف قراءة في رهانات الإنترنت كما طرحت في أهم المؤلفات العلمية حول هذا الموضوع. كما طرحت في أهم المؤلفات العلمية حول هذا الموضوع. وهي ف يمعظمها مؤلفات غربية ارتأى أن يقرأها قراءة تحليلية وتأليفية يختزل فيها أهم المطارحات بشأن القضايا الفكرية والسياسية والثقافية والتنموية التي تناولها الغربيون الذين اخترعوا الإنترنت أو الذين كانت الشبكة إفرازاً لحضارتهم وثقافتهم السائدتين في العصر الحديث. وليس القصد من هذه الملاحظة القول بأن هذه التقنية الجبارة هي دخيلة على السياق الثقافي العربي في عصر يشهد عولمة الثقافة. وإنما جوهر القصد هو الإسهام في إثارة الجدل حول هذه التقنية وما تحمله في طياتها من قضايا ورهانات. وقد رأى المؤلف أن ينبني هذا الجدل على إطلاع أول على الرهانات التي طرحت في الغرب لتكون قاعدة لجدل عربي موجز حولها أو ربما لجدل من طبيعة مختلفة قد تبرزه معطيات السياق العربي.
ولكن الهدف الرئيس لهذا المؤلف المتواضع هو أن يتصدى للخطاب الشعاراتي الذي يردد مقولات رنانة دون غوص في عمق القضايا والإشكاليات التي تطرحها الشبكة. إقرأ المزيد