تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:عن أبي عبد الله عليه السلام قال: بينما أمير المؤمنين عليه السلام في ملأ من أصحابه إذ أتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين إني قد أوقبت على غلام فطهرني. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: يا هذا امض إلى منزلك لعل مراراً هاج بك. فلنا كان من غد عاد ...إليه فقال: يا أمير المؤمنين قد أوقبت على غلام فطهرني. فقال له: يا هدا امض إلى منزلك لعل مراراً هاج بك. حتى فعل ذلك ثلاثاً بعد مرته الأولى، فلما كان في الرابعة قال له: يا هذا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكم في مثلك ثلاثة أحكام فاختر أيهن شئت. قال: ضربة بالسيف في عنقك بالغة ما بلغت، أو إهدارك من جبل مشدود اليدين والرجلين، أو إحراق بالنار. فقال له: يا أمير المؤمنين أيهن أشد علي؟ قال: الإحراق بالنار. قال: فإني قد اخترتها يا أمير المؤمنين. قال: خذ بذلك أهبتك. فقال: نعم. فصلى ركعتين، ثم سجد في تشهده، فقال: اللهم إني قد أتيت من الذنب ما قد علمته، وإني تخوفت من ذلك، فجئت إلى وصي رسولك وابن عم نبيك، فسألته أن يطهرني، فخيرني ثلاثة أصناف من العذاب، اللهم وإني قد أخرت أشدها، اللهم فإني أسألك أن تجعل ذلك كفارة لذنوبي وألا تحرقني بنارك في آخرتي. ثم قام وهو باك حتى جلس في الحفرة التي حفرها له أمير المؤمنين، وهو يرى النار تتأجج حوله. قال: فبكى أمير المؤمنين عليه السلام وبكى أصحابه جميعاً، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: قم يا هذا فقد أبكيت ملائكة السماء وملائكة الأرض وإن الله قد تاب عليك، فقم ولا تعاودن شيئاً مما قد فعلت".
هذه قصة من القصص الكثيرة التي ضمها هذا الكتاب الموسوعي والذي جمع 460 عنواناً، يحتوي بعضها على أكثر من قصة أو حكاية أو حوار، تم انتقائها من (149) كتاباً من أصل (379) كتاباً تم الإطلاع عليها وقراءتها من مؤلفات الإمام الشيرازي.
وقد تم استثناء بعض القصص والحكايات، إما لطولها وإما لطولها وإما تفادياً لتكرارها أو تكرار ما يشابهها، كما اقتصر على بعض قصص وحكايات أهل البيت عليهم السلام المروية في كتب الحديث والسيرة، ولم يتم إلا اختيار بعضها إما لندوة ذكرها عن الناس، وإما لتأكيد هدفها ومبغاها.
كما تم اختيار بعض القصص والحكايات من الكتب التي خصصها الإمام الشيرازي بأكملها تقريباً لسرد عدد من القصص أو الحكايات أو الحوارات وهي: (الإخلاص سر التقدم، الاعتبار، الإقتداء بالعلماء، بين الإسلام ودارون، تلك الأيام، حقائق من تاريخ العلماء، حوار حول تطبيق الإسلام، عبر من التاريخ، عبر من الحياة، العدل أساس الملك، عظات واعتبار، العلماء أسوة وقدوة، فاعتبروا يا أولي الألباب، قصص الأنبياء عليهم السلام في القرآن الكريم والروايات، قصص تاريخية، القصص الحق، قصص فيها عبرة، قصص من التاريخ، قصص من اليهود، القصص ودلالاتها، قصص وعبر، قم المقدسة رائدة الحضارة، القوميات في خمسين سنة كيف عرفت الله؟...
وستلاحظ أن ترتيب المواد في الكتاب ليست على أساس الموضوع، وإنما على أساس الترتيب الهجائي للعناوين، وذلك بهدف أن تقرأ الكتاب من أوله إلى آخره فلا تمل بسبب تكرار القصص من ناحية الموضوع الواحد، ولأن القصة الواحدة -في العادة- تتناول أكثر من موضوع مما يصعب تضييق أفكارها في موضوع واحد فحسب. وقد وضع في الأخير فهرساً بالأعلام والموضوعات يقوم بذات مهمة الترتيب الموضوعي وأكثر.
ولأن الإمام الشيرازي يذكر في بعض القصص والحكايات أنه وقعت قبل عشر سنوات أو ثلاثين سنة أو ما شابه، مما يصعب تحديد الفترة الزمنية الدقيقة للقارئ، فإن المحقق لم يكتف بوضع تاريخ طبعات الكتب، إذ هي في الغالب مطبوعة بعد سنوات من تأليف أصل الكتاب، وإنما عمد إلى ذكر تاريخ تأليف الكتاب ورمز له في قائمة المصادر. أما ما يخص التهميش فهو إما للتبيين أو الإشارة إلى تكرر القصة في كتاب آخر مع وجود نص ملائم لنقله في المقام.نبذة الناشر:عندما نقرأ النتاج الضخم والنوعي للإمام الشيرازي نهتدي إلى أنه قد فتح منافذ وعيه من أجل إتاحة الفرصة لكي تهب عليه الرياح المبشرة بالكلمة والفكرة الطيبة، والتي عمل ما بوسعه لتلقيها، ومن ثم معالجتها، ليخرجها لنا -بدوره- في مئات الكتب والمجلدات والكراسات، التي كتبت له الخلود، حتى حسبه البعض لا يزال يعيش بيننا بجسده الترابي، لكثرة ما يصدر له من نتاج، بينما هو يرقد بين الأخيار في مقعد صدق عند مليك مقتدر! وكرأي شخصي غير ملزم لأحد، أقوالها إنني أحسب الإمام الشيرازي حياً، فيما الكثير من الناس يعيشون بيننا وهم موتى!!
ولعل هذه الموسوعة القصصية التي ترقد بين أيدينا، تعكس ملمحاً بسيطاً من إشراقات الإمام الشيرازي المتجددة التي ما زالت تنير الطريق بالنور والضياء، لمن أراد السير للوصول لشاطئ السعادة والسلام.
أود الإشارة إلى أنني استمتعت واستفدت كثيراً، بقراءاتي لهذه المجموعة الكبيرة من القصص والحكايات التي تضمنها هذا العمل الرائع، فوجدت فيها: معرفة ومتعة!
حسن آل حمادة إقرأ المزيد