الأدب المغربي الحديث 1929 - 1999
(0)    
المرتبة: 109,654
تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: دار الثقافة
نبذة نيل وفرات:يشكل الإنتاج الأدبي المغربي المكتوب باللغة العربية أحد المكونات الأساسية لبنية الثقافة المغربية ويستمد أهمية حضوره من اعتبارات وعوامل ثقافية واجتماعية وتاريخية. وتكمن العوامل تلك من جهة، في طبيعة وخصوصيات الأدب ذاته، باعتباره شكلاً تعبيرياً تتسم حركيته بتعالقاتها المفترضة مع شروط إنتاجه وتداوله وسياقاته السوسيو ثقافية العامة، وفق حدود ...معينة ومتغيرة، وذلك انسجاماً مع انتماء الأدب في الآن ذاته للذهنيات الفردية وللأشكال المجردة وللبنيات الجمعية.
وترتبط العوامل تلك من جهة ثانية بخصوصيات الممارسة الأدبية بالمغرب. وتهم طبيعة تعالقاتها بتحولات البنية الثقافية المغربية وبأسئلة مختلفة لحظاتها وارتباطاتها بسيرورة تطور البنية الاجتماعية. وتكمن تجليات أهمية الممارسة الأدبية في سمات ومؤشرات حضور مكوناتها ضمن الفضاء الثقافي العام. ويهم ذلك مجالات نشر الكتاب الأدبي وتداوله، وأشكال التواصل الأخرى المتجلية في الصحف والمجلات، وفي اهتمامات العمل الجمعوي.
ويمثل حصر الإنتاج الأدبي المغربي المكتوب باللغة العربية داخل مختلف أجناسه ومقاربة مؤشرات متغيرات بنيات منتجيه ونشره مطمحاً علمياً ويستمد مشروعيته من اعتبارين أساسين.
يرتبط الأول بضرورة توفير مصدر بيوببليوغرافي يعكس حركية الإنتاج الأدبي المغربي إلى مستوى مختلف أجناسه ومكونات مجالات نشره وتداوله. ويستجيب ذلك للحاجيات المعلوماتية، سواء على مستوى نقد الأدب المغربي المكتوب باللغة العربية، أو كتابة تاريخه أو على مستوى إغناء أرصدة المكتبات المختصة في المجال وتطوير خدماتها.
ويكمن الاعتبار الثاني في أهمية توظيف المعطيات البيوببليوغرافية في إطار مقاربة مسارات ظهور وتطور الإنتاج داخل مختلفة أجناس الأدب المغربي، بغية الكشف عن متغيرات حركية الإنتاج خلال مختلف لحظاته وعن مستويات ترابطاته ببنيات منتجيه ونشره، ومجالات التداول الموازنة له.
في هذا الإطار العام تتدرج هذه الدراسة حيث تسعى إلى ضبط الإنتاج الأدبي المغربي المكتوب باللغة العربية، داخل مختلف الأجناس، والصادر خلال الفترة الممتدة من سنة 1929 إلى سنة 1999، ثم إلى تناول مؤشرات متغيراته، من خلال توظيف مقاربة سوسيو-ببليومترية تحاول تجاوز التحليل الوصفي، وتبتغي البحث في حدود ودلالات التعالق بين متغيرات الإنتاج ومتحولات بنيات منتجيه ونشره.
وتتأسس مقاربة الإنتاج من خلال مختلف لحظاته، على مرتكزين رئيسين. يهم الأول احتفاظ اللحظات تلك بشكل عام، بخصوصية انشغالاتها وأسئلتها الأدبية والتي انتهت إلى تأكيدها مجموعة من الطروحات. ويمنح اعتمادها انسجاماً مع ذلك إمكانية مقاربة وتيرة الإنتاج ومتغيراته العامة خلال لحظات أوسع، تتجاوز دلالات تحولاته هامش تغيره السنوي. كما يفتح الأمر ذاته أفقاً لاختبار مستويات الترابط بين خصوصية التحولات الأدبية العامة وامتدادات متغيرات بنيات الإنتاج والنشر والتداول. بينما يرتبط المرتكز الثاني بالإمكانيات التي تمنحها مقاربة لحظات الإنتاج عموماً، في إطار التحليل التعاقبي الهادف إلى مقاربة تغيرات حلقات الإنتاج.
ولا ينفي الإنتماء المنهجي والمفاهيمي للدراسة أهمية المقاربة النقدية التحليلية للأدب المغربي. وتسعى الدراسة في مقابل ذلك إلى اقتراح قراءة مغايرة. يبتغي جانب منها إعادة مسألة واختبار عدد من نتائج الأدبيات النقدية نفسها، وخصوصاً المنتمية منها لسوسولوجيا الأدب، وذلك في أفق الإسهام في تمثل جانب من أسئلة الترابط بين حدود الفردي والجماعي على مستوى حركة الإنتاج الأدبي المغربي، و في الإنصات للإمتدادات العميقة لمسارات الحركة تلك. إقرأ المزيد