تاريخ النشر: 01/12/2005
الناشر: دار مختارات
نبذة نيل وفرات:"العصافير تحلّق في الخارج. ما أكثر الآن ما أنت وحيد. العصافير تغرّد في الخارج. ما أكثر الآن ما أنت وحيد. أيها العاطفي ولو توفر شيئاً من تدابير الدموع ولم تدع من نبرة المأساوي شيئاً. إنها تحلّق، العصافير، تغرّد، في الخارج رغماً عنك الوجع أنك جالس وتعرف أنك جالس نائم ...وتعرف أنك نائم تتنفس وتعرف أنك تتنفس الوجع أنك تعرف. ستحادث الآخرين بخفة المدخّن العاري ستشكل شارعاً ومشهداً وواجهات تلمع وعجائز متكئين على زوايا وأعمدة. ستصنع من الضحكة فكرة ومن الفكرة أيقونة ومن كل غبار شبحاً تقوده بإصبع الساحر ونظرة الميت. ستبحث في الضيق من الأمكنة عن النفس الحار وفي الضيق من الجسد عن الوردة الصاخبة ولن تهطل عليك نعمة الآخرين، ولن يمدّ جبل إليك يد الصداقة.
غراب تيد هيوز واقف منذ ما قبل البارحة على غصنك المسلوخ. لا أحد يلعب مع غراب تيد هيوز، لا أحد يمازح غراب تيد هيوز. سترسل إلى أعلى السطح صرخة جوفاء، وتنهيدة مريضة إلى أسفل القبر. ستقف مع الواقفين طويلاً في الرواق الطويل، وستبحث بين الغرباء عن غريب يعيرك صوته وبين العميان عن أعمى يعيرك عصاه: ولن تصل.. ما أكثر الآن ما أنت وحيد".
الشاعر في لحظاته الأثيرية يقيم نظرة، وتخطر فكرة تستنتجها سيالات لا يدري أهلي من داخله انسلّت أم من خارجه وفدت، ليحوّلها إلى عبارات تعبّر عن حال آنية أو لنقل آنية متأثرة بحال ماضية. إنها فلسفة الشاعر في اللحظة التي يعيشها وفي التي خلفها وراءه.. يتحدث، يثرثر وفي كل الأحوال يعبّر عن واقع مؤثر ضمن سرديات نثرية مغرقة في التحاليل. إقرأ المزيد