غرائب مالك ابن أنس أو 'ما وصله مالك مما ليس في الموطأ'
(0)    
المرتبة: 240,296
تاريخ النشر: 01/01/1998
الناشر: دار الغرب الإسلامي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يعتبر الإمام مالك أحد أئمة الإسلام الذين برزوا في القرن الثاني للهجرة، فقد حرص على تحصيل العلم، وعلى الأخذ عن الشيوخ المدنيين، وعلى الوافدين على طيبة من مختلف بلاد الإسلام، كالكوفة والبصرة والشام. وكان مع سعيه الحثيث إلى السماع من المحدثين، ينتقي منهم من عرف بالحفظ والضبط واشتهر بالعدالة ...والورع. وقد نقلت عنه آثار في ذلك. ومن ثم تحصّل لدى مالك بن أنس ثروة حديثية وفقهية دوّن خلاصتها في كتابه "الموطأ" الذي استمرّ في تصنيفه بين حذف واختصار وتنقيح واختيار أربعين سنة. ولعلّه من أجل ذلك اتخذ العلماء كتابه ذلك حجّة فيما روى مالك من الأحاديث وما رواه هو في غيره اعتبروه مرجوحاً إذا كان مخالفاً لما دوّنه في "الموطأ".
بل إن المحققين من أصحابه يرون أن العمدة فيما صرّح به الإمام في كتابه لأن ذلك يعبر عن رأيه واختياره، ويعتبرون ما جاء في كتب تلاميذه من آراء وإجابات تأتي في المرتبة الثانية بعد "الموطأ" ولأجل تلك المكانة العلية التي احتلها مالك وكتابه "الموطأ" عني بها طائفة كبيرة من علماء الحديث والفقه طوال عصور التاريخ الإسلامي. وممن كان له مشاركة في هذا المجال الإمام الحافظ ابن المظفر البغدادي (379هـ) وتلميذه وقرنه الإمام الناقد الكبير أب الحسن الدارقطني (385هـ) الذي ذاع صيته وتبرّز في صناعة الحديث. وخصّ بحديث الإمام جهوداً متنوعة رواية ودراية.
وقد تناول ابن المظفر في كتابه "غرائب مالك" جملة من الأحاديث والآثار التي جاءت من طريق مالك نقداً وتقليلاً مراعياً في ذلك جانب الاختصار.
وتكمن أهمية هذا التصنيف رغم صغر حجمه فيما يلي: أولاً: أنه يتعلق بأحاديث الإمام مالك وبكتابه القيم "الموطأ". ثانياً: يضم هذا الكتاب جملة من أحاديث الرواة عن مالك، فيهم طائفة من غير المشهورين بل من الضعفاء والمتروكين، كما تناول بعض المرويات الصحيحة عن الإمام مالك جاءت عن طريق تلاميذ له ثقات. ثالثاً: تفرد ابن مظفر بالوقوف على علل بعض أحاديث "الموطأ" فأتت غيره ممن اعتنى بذلك الكتاب كالحافظ المصري الجوهري في كتابه القيم "مسند الموطأ" والحافظ ابن عبد البرّ في كتابيه المفيدين "التمهيد" و"الاستذكار". رابعاً: يعتبر كتابه من أقدم كتب العلل عامة ومن أقدم كتب الغرائب خاصة وهذا النوع لم يلق حظه من العناية والبحث لدى المشتغلين بهذا الفن من المحدثين رغم أنه من أدق أنواع علوم الحديث.
وبالنظر لأهمية هذا الكتاب فقد اعتنى "طه بن علي بوسريح" بتحقيقه فاهتم بضبط ما يحتاج إلى ضبط من الأسماء والكلمات، وشكلت الأحاديث والآثار. وخرج الأحاديث والآثار تخريجاً علمياً ملتزماً بقواعد علمي المصطلح والجرح والتعديل، وترجم لبعض شيوخ المؤلف ترجمة موجزة موفية بالغرض. كما وسعى لشرح بعض الكلمات الغريبة التي وردت في الأحاديث والآثار. وقدم للكتاب بدراسة مختصرة تعرضت فيها لمنهج المؤلف وللمؤلفات في نفس الموضوع ولغير ذلك مما يتعلق بالكتاب. إقرأ المزيد