تاريخ النشر: 01/01/2006
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة الناشر:" لكل قصة دلالاتها المجازية". هذه المقولة مستبطنة جيداً، على ما يبدو، في لا وعي الكاتب الشاب فؤاد سليمان، إن لم يكن في وعيه التام، وفق ما تدلل عليه روايته الأولى "صائب والبلاد المقدسة".
ولئن كان ثمة دلالات مجازية لهذه الرواية يطغى عليها الجانب الشخصي، المعاشي، الذهني، في عمقه المخصوص، فإن ...القارئ والناقد معاً لا يعدمان السبيل لتلمس دلالات أبعد مدى من هذا الجانب، تعطي بدورها الرواية نكهة متميزة ومذاقاً فنياً خاصاً.
يخلص نص سليمان لمكان محدد (مدينته حيفا التي يعيش ويبدع فيها)، ويقفز نحو زمان مجرد مسور بنزعة أبو كالبنية داخل حقل خصب من الميتافيزيقيا. لكنه في انتفاء الشخوص وحتى الأسماء، وفي رسم الحوارات ومفاعيل الأحداث، يدع لما خيار استشراف إحالات الزمان الراهن إلى المستقبل بطريقة محكمة وجديرة، تستدعي، في الآن ذاته، الالتفات إلى الماضي من نقطة القراءة نفسها.
وداخل هذه التوليفة، التي يسلس الكاتب تطويعها، تتيسر أمامنا إطلالة على عالم روائي حيوي ومثير يبنيه الكاتب لنفسه ولنا جميعاً، من منظور شاب يمتلك من أسلوب قراءة الواقع ما يؤهله لفعل ذلك بأدوات معرفية عمودية تثير الدهشة، وبطريقة كتابة تشف، في بعض جوانبها، عن تناصية تعكس ثقافة صاحبها واجتهاده، وقلما تتوفر عليها كتابات من هم في جيله ضمن مشهدنا الإبداعي.
يتعاطى الكاتب مع أسئلة تخص الوجود نفسه في مستوييه العام والخاص، من قبيل سؤال الهوية، وعلاقة البشر بأنفسهم، وعلاقتهم بالسياسة والعسكر والصراعات القومية والإيديولوجية، وعلاقتهم بالمدينة والأرصفة والحضارات. وهي أسئلة من شأنها عادة أن تزرع الكثير من الألغام في طريق الإبداع الروائي، غير أن نأيه عن المباشرة، والتزامه جانب التفنين كانا بمثابة معين له في أن لا يتراءى هذا الوجود كشاشة مسطحة أو كشريط متحرك، وفي أن ينفذ إلى جواهر الظواهر وإلى ما يختفي تحت السطح من أعماق، ما يجعلنا نراهن على مزيد من كل هذا في إبداعاته المقبلة أيضاً.
أنطوان شحلت. إقرأ المزيد