تاريخ النشر: 01/01/1990
الناشر: دار البشير للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:"نظرات في الأدب" كتاب يضم بين دفتيه ثمانية فصول تجمعها ثلاثة محاور هي: مقاييس للأدب ونقده، وصفحات مجهولة من الأدب العربي، وآفاق عالمية للأدب الإسلامي. وأما المحور الأول فيشغل أربعة الفصول الأولى، ويدلك عليه عنوان الفصل الأول، وهو "نظرة جديدة إلى التراث الأدبي العربي". وهو كذلك بحق. فأبو الحسن ...في هذا الفصل يرفض أن يكون الأدب "صناعة تقليدية"، ويرفض أن يقتصر على حياكة المداحين والمتملقين والمتحذلقين، ويقرر أن الأدب كل تعبير جميل صادق عن أحداث هزّت الوجدان. ويقدم أبو الحسن دليله الحاسم: نصوصاً رائعة من كتب الحديث والسيرة والمغازي والتاريخ، ويقف وقفات جمالية دقيقة على مقاطع منها، تحس معها أنه يحصي نبض الكلمات ويلمس حرارة العبارة وينقلها إليك في أقوى صيغ التأثير.
ويأتي الفصل الثاني امتداداً لنظرة الفصل الأول وتطبيقاً لموازينه على نصوص كريمة عظيمة، هي من أصدق الأدب رواية وفائدة ومتعة، فلئن اتفقت مذاهب الأدب على أن الأدب يقدم "شيئاً" للإنسان، قد يكون فائدة، وقد يكون متعة فنية... فإن نصوص الحديث النبوي تقدم "كل شيء" للإنسان، تقدم البناء الفكري والسلوكي والذوقي، وتقدم المتعة الجمالية في البيان الساحر، لذلك عمد أبو الحسن إلى نصوص الحديث الشريف فبين أبعادها الأدبية وعطاءاتها البلاغية وآثارها النفسية والاجتماعية، ونبه إلى جوانب لا ينتبه إليها إلا متأمل ذواقة هدى الله بصيرته إلى دقائق الأمور.
ويأتي الفصلان الثالث والرابع مراجعة لفنون أدبية محددة هي: أدب التراجم والتقديمات والرحلات. وهي أيضاً مراجعة نقدية، تعيد النظر في طبيعة هذه الفنون وصفاتها الرئيسة.
وبعدها يبدأ المحور الثاني في الكتاب. وهو محور يفاجئ القارئ. مفاجأة مفرحة ومؤلمة، مفرحة إذ يكتشف واحات نائية خصيبة للغة العربية وأدبها قديماً وحديثاً. هذه الواحات هي "مدرسة شبه القارة الهندية العربية والأدبية" التي تحدث عنها أبو الحسن في الفصل الخامس. ومؤلمة إذ ينبت أمامه سؤال موجع: أيبلغ بنا التهاون بتراثنا أن نغفل عن سفر كامل من أسفار التراث العربي؟ وهل هو السفر الوحيد الذي غفلت عنه الدراسات ونسيه الدارسون؟ أليس في بيئاتنا الإسلامية المنتشرة من أقصى أندونيسيا إلى أعماق أفريقيا واحات أخرى للعربية قد تعطر تاريخنا الأدبي واللغوي بزهور نادرة.؟..
ويأتي المحور الثالث والذي يضم باقي الفصول ليعلن أن الأدب الإسلامي ذو آفاق عالمية، وليعرض جزءاً من هذه الآفاق هو "المدرسة الأدبية الإسلامية الهندية". وهذه مدرسة أدبية إسلامية غير عربية، لغتها لغة الثقافة والأدب في تلك البلاد: الأردية والفارسية، ولكن نبضها إسلامي ومشاعرها إسلامية وقضاياها قضايا المسلمين. وحديث أبي الحسن عن هذه المدرسة يؤكد أن الأدب الإسلامي عالمي، يستمد عالميته من عالمية الإسلام فيستوعب آداب الشعوب الإسلامية كلها.
وهكذا تتكامل المحاور الثلاثة لتعرض "نظرات" رائد من رواد الأدب الإسلامي في قضايا إسلامية في الأدب والنقد هي: مفهوم الأدب وطبيعته وحدوده، وتوجه الأنظار إلى المناجم الغنية المهملة للعربية وأدبها، والآفاق العالمية للأدب الإسلامي. إقرأ المزيد