الصراع على السلطة في العراق الملكي
تاريخ النشر: 01/01/1984
الناشر: الدار العربية للموسوعات
نبذة نيل وفرات:الافتراض العام الذي تتبناه هذه الدراسة هو أن اتجاهات وتصرفات الوزراء في المجتمعات التي تفتقر لأجهزة ولإجراءات سياسية فعالة تعتبر مؤشرات صحيحة لفهم واستيعاب الأداء والتغيير الحاصل في الإدارة الحكومية. وانطلاقاً من هذا الافتراض فإن هذه الدراسة تهدف إعطاء معرفة محددة عن مجريات التغيير والتطور من خلال التركيز على ...القيادة المتمثلة بمجموعة "النخبة السياسية" في العراق الملكي منذ نشوئه وحتى انهياره في 14 تموز 1958. وبتحديد أكبر فإن هدف الدراسة هو تحليل الظروف والعلاقات التي أثرت في السلوكية الإدارية والسياسية لأعضاء الوزارات، ويتطلب الأمر بالتالي الإطلاع وبقدر كبير على ماهية العنصر البشري الذي غطى المجالين الإداري والسياسي. ولهذا فإن الدراسة تمثل محاولة لشرح بعض الأهداف والقيم التي رسمت وصاغت تصرفات النخبة العراقية وعلاقاتها المتداخلة. وهذا كمرحلة متصلة يتطلب تكوين نظرة متخصصة في العلاقات القائمة بين الواقع الحكومي الرسمي، وعلى الأخص فيما يتعلق بمبدأ مصادر القوة وتوزيعها في مجتمع تقليدي، عشائري وزراعي... أي في العراق الملكي.
وتكمن أهمية هذه الدراسة في نهجها التحليلي وشمولية نظرتها، وهي بالتالي تسد فراغاً قائماً في أدبيات من هذا النوع. فالعراق الملكي يعتبر أحد بلدان الشرق الأوسط التي لم تتعرض الإدارة والسياسية فيه لدراسة تحليلية. فالمؤلفون المعاصرون أعطوا اهتماماً قليلاً للإجراءات والنماذج الإدارية والسياسية في العراق خلال فترة الحكم الملكي وكتابات بعض المؤلفين أمثال مجيد خدوري، عبد الرازق الحسني، ستيفن لونكرك، وجيرالد دي غوري ما هي إلا سرد لوقائع التاريخ السياسي العراقي. أما دراسات الإدارة العامة الصادرة باللغة العربية فتحمل تركيزاً كبيراً على النواحي الرسمية/الشرعية والقانونية.
إننا نأمل أن لا ينظر إلا هذه الدراسة نظرة محدودة كونها تخص قطراً واحداً فقط. بل إنها قد تتعدى ذلك لأن ما احتوته من أنماط إدارية وسياسية قد تتناسب مع ما هو موجود في العديد من مجتمعات الدول النامية بصورة عامة ومجتمعات الشرق الأوسط بصورة خاصة. فضعف السلطة السياسية وأجهزتها وإخضاعها لمصالح قادرة الجهاز الإداري (الوزراء)، واستغلال الآخرين مناصبهم لخدمة مصالحهم الخاصة، والصراع الذي يحكم علاقاتهم، ومصادر النفوذ الشخصي اللارسمي التي تدعم سلطتهم وموقفهم السياسي، والتحالفات القائمة بينهم وبين قوى داخل وخارج الهيكل الرسمي للجهاز الإداري، والمعارضة التي يواجهونها من قبل القوى السياسية الوطنية، لا زالت إجراءات وسلوكيات تكتنف عدداً من المجتمعات النامية التي تمتاز بضعف السلطة السياسية تجاه السلطة التنفيذية. إقرأ المزيد