تقويم الأدلة في أصول الفقه (لونان)
(0)    
المرتبة: 89,892
تاريخ النشر: 01/01/2006
الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:علم أصول الفقه يشكل معلماً أساسياً في علوم الشريعة، وقسماً عظيماً فيها، إضافة إلى سد فراغ مترامي الأطراف على مساحة واسعة من هذا العلم، وباعتباره عامل همة في التجديد واستخراج الأحكام والمنطلق للاجتهاد، لأن شرط استخراج واستنباط الأحكام ومعرفة سر التشريع أو المحاولة في ذلك هو معرفة علم أصول ...الفقه.
ثم إن علم أصول الفقه يرتكز على مرتكزات عدة، والتي من خلالها تكتمل الملكة لدى الفقيه في استنباط الأحكام من أدلتها التفصيلية، أي أنه يجسد روح الاجتهاد فيه، بل يتعدى هذا العلم إلى المتكلم والمفسر والمحدث.
وفي خلاصة الكلام أنه منطلق للاجتهاد وجامع العلوم، لأن العلماء حرصوا في الماضي والحاضر على الاهتمام بهذا العلم بالإجمال والتفصيل والتدقيق والتحقيق، فكانت لهم مناهج وطرق عدة، على حسب المدارس والمناهج، إضافة إلى الإيجاز والشروح والتفريع والتعليقات، وهذا كله يدل إلى أهمية هذا الفن.
وكتاب تقويم الأدلة في أصول الفقه -كما جاءت تسميته في كشف الظنون- هو من نفائس هذا الفن، وهو من الكتب المتقدمة.
وقد اهتم العلماء به، واستفادوا منه لما فيه مزايا جمة فلقد جاء غنياً بالمباحث التي اعتنت بمواضع عدة، إذ تناول الحجج والأدلة المختلفة، وعن الشروط التي يحتاج إليها، فنجد فيه -بصورة أوضح- أنه أسهب وأطنب في المباحث، إضافة إلى اعتماد الموضوعية في كتابه، فتناولها من الناحية اللغوية والاصطلاحية، ثم الأدلة الشرعية، مروراً بالأدلة العقلية.
بيد أنه أضاف في منهجه التنوع بذكر الخصوم من أصوليين ومتكلمين، وبعض الفرق، كاشفاً عن آرائهم وأدلتهم إلى الشبه الموجودة، والرد عليهم، فضلاً عن ذكر رأيه ورأي المذهب وخاصة بذكرهم على الأفراد ممن سبق الإمام أبا حنيفة وممن جاء بعده.
وأما في ذكر المخالفين فأبرز ذكر الإمام الشافعي على وجه الكثرة والتخصيص إلى طول الكتاب على حد المقارنة، وأيضاً إن المتتبع لكتاب تقويم الأدلة يجده جدلياً وخاصة فيما يتعلق بموضوعاته أو عناوين مباحثه.
وبالنظر لأهمية هذا الكتاب فقد اعتنى "عدنان العلي" بتحقيقه حيث انحصر عمله في الكتاب في أمور عدة: ضبط النص ضبطاً تاماً، فكثرة التحريف والتصحيف الواقع فيها، أوجد كثرة الحواشي. خرج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، إذ أن الكتاب اشتمل على طائفة من الأحاديث، يوجد فيها الصحيح والضعيف والموضوع، ترجم لكثير من الأعلام من الصحابة -غير المشهورين- والتابعين والعلماء، وشرح بعض الكلمات المبهمة، وضع مجموعة من الفهارس العلمية تيسيراً على الباحثين.
وأما النسخ التي اعتمدها في إخراج الكتاب: فاعتمد على نسخة مطبوعة، وعلى نسختين مخطوطتين.
أما النسخة المطبوعة فهي النسخة التي حققها فضيلة الشيخ خليل الميس مدير أزهر لبنان، وأما النسخ المخطوطة، فكانت على نسختين، الأولى مصورة مخطوط، تم نسخها سنة أربع وسبعين وتسعمائة (974)، ناسخها محمد بن سيد عبد القادر، عنوان الكتاب في بدايتها: "تقويم الأدلة لأبي زيد الدبوسي في علم أصول الفقه".
وأما النسخة الثانية، تم نسخها سنة سبع عشرة وسبعمائة (717) ناسخها ابن العميد قوام الدين أمير كاتب الأتقاني، عنوان الكتاب في بدايتها "كتاب التقويم في أصول الفقه". إقرأ المزيد