القيم الأخلاقية في الصراع الحضاري بين الإسلام والغرب
تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: دار ابن حزم
نبذة نيل وفرات:هذا كتاب قيم أفرغ فيه مؤلفه غاية جهدة وعصارة ثقافته الدينية والعسكرية وتجربته العلمية في مواقع المسؤولية والقيادة، مع غيرة صادقة على هذا الدين. فكان -بذلك- خير من يكتب في هذا الجانب الذي نراه في غاية الأهمية للقارئ في هذه الظروف التي تمر بها أمتنا.
والقارئ يمكن أن يلمح مقاصد ...المؤلف من تأليف هذا الكتاب، والدوافع التي كانت وراء الكتابة في هذا الجانب المهم لاتصاله بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومنهجه القتالي وبأحكام التعامل مع الآخرين، ولأنه يلبي حاجة ضرورية في واقعنا المعاصر.
لقد نظر المؤلف إلى واقع المسلمين وحاضرهم فرأى المآسي التي برزت على مسرح الأحداث، لما حل بالمسلمين في البلقان وفي فلسطين وأفغانستان والشيشان وغيرها من البقاع.
ثم راعه موقف الدول الغربية التي تدعي دائماً بأنها راعية حقوق الإنسان في العالم، وراعه أيضاً -كما يظهر في الكتاب- كيف أصبحت هذه المبادئ الغربية فيما يخص المسلمين حبراً على ورق. فهي لك تكتف بتأييد تلك لا مجازر من بعيد، بل طوعت وسائل إعلامها للنيل من الإسلام ومن مبادئه وقيمه. وكل ذلك يصب في هدف واحد هو التأثير على العقل المسلم وتنفير شعوب العالم من هذا الدين، ثم تأتي مرحلة صراع الحضارات، ثم يرتقي إلى صدام الحضارات، ثم تيار العولمة الكاسح.
كل هذه العوامل مجتمعة جعلت المؤلف يتساءل عن الدوافع وراء ذلك؟ وما هي مسبباته التاريخية. ومما هو جدير بالتأمل أن استباحة دم المسلمين، والنيل من الإسلام: عقيدة وعبادة وشريعة ونظاماً، أصبح مؤخراً سياسة معلنة للغرب.
فرأى المؤلف أنه من التحقيق العلمي والإنصاف دراسة هذه البواعث ومعرفة مسبباتها. فتطلب الأمر للوصول إلى هذا الهدف العودة إلى البداية، منذ عصر النبوة لدراسة الفكر الإسلامي والمنهج الذي رسمه النبي صلى الله عليه وسلم للتعامل مع أهل الكتاب وغيرهم، ورأى أن أحداث الغزوات وما ظهر خلال أحداثها من سلوكيات ومواقف للقيادة الإسلامية، تعطي مؤشراً على المنهج الذي كان يربي عليه النبي صلى الله عليه وسلم قواده، للتعامل مع الأحداث، فقام بدراسة موسعة لمعرفة الجوانب الأخلاقية والمفاهيم العسكرية، أو ما يسمى في المصطلح العسكري: العقائد القتالية، للغزوات الرئيسة...
ثم تحدث المؤلف عن العولمة وخطورتها في الجوانب الأخلاقية والقيم الإنسانية... الخ، وتحدث عن الاستراتيجية النووية، وحلل الوضع الإقليمي والمواقف الدولية، وتبين له أن انفراد إسرائيل باقتناء أسلحة الدمار الشامل والوسائط الصاروخية يهدد المناطق الحيوية في البلاد العربية والإسلامية... الخ، مما سيقف عليه القارئ بالتفصيل.
وينبغي التأكيد على ما ذهب إلهي المؤلف من أن الصراع مع إسرائيل صراع عقائدي حضاري، يمتد بجذوره إلى عهد النبوة، حيث وقف اليهود موقف العداء بكل أشكاله من الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم ودعوته، واستمر هذا العداء إلى هذه اللحظة، وسيبقى هذا العداء قائماً. إقرأ المزيد