المرأة المسلمة والفكر الاستشراقي
(0)    
المرتبة: 340,564
تاريخ النشر: 01/01/2004
الناشر: دار ابن حزم
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:لا يخف على أي مسلم الخلفيات والإيديولوجيات التي ينطلق منها الغرب في كتاباته عن المرأة المسلمة. فقد كانت الدراسات الاستشراقية حول المرأة المسلمة كثيرة جداً حيث أنهم أقحموا هذا الموضوع في كل دراساتهم، فإن تطرقوا إلى التاريخ ذكروا أموراً في المرأة، وإن تطرقوا إلى علم الاجتماع ذكروا الأسرة العربية ...وأشاروا إلى وضع المرأة في الأسرة، وإن تطرقوا إلى الفقه والقانون ذكروا أموراً كثيرة عن المرأة في الأسرة، وإن تطرقوا إلى الفقه والقانون ذكروا أموراً كثيرة عن المرأة وإن تطرقوا إلى العقائد ذكروا المرأة، وهكذا ما من علم أو مجال أو حدث مباشر أو غير مباشر إلا وكانت المرأة المسلمة موضوعاً للدراسات، تارة تلميحاً، وتارة تصريحاً، وأحياناً هجوماً وتحريضاً، وأحياناً أخرى وصفاً مغرضاً أو تحليلاً أعرجاً.
ولا يخرج الحديث عن المرأة المسلمة عن هذه المحاور: زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، الحقوق والواجبات، التعدد، نظام الأسرة، الحجاب.
والمستشرقون لا يتركون فرصة ولا مناسبة مواتية وغير مواتية إلا ويقحمون فيها الحديث عن المرأة المسلمة إما تصريحاً وغما تلميحاً، بإسهاب وطول أو بإشارات عابرة ولكنها معبرة عما تخفيه صدروهم، فيصدرون من خلالها أحكامهم، وهي أحكام مخيفة، بسبب أخطائها، وبسبب الطريقة التي تلقى بها تلك الأحكام عن الإسلام.
وهي أخطار حملت العديد من الأقلام المسلمة المخلصة على التصدي لها وفضحها وبيان تهافتها وكشف بواطنها، والتحذير من شرورها. وفي هذا السياق تناولت الباحثة عقيلة حسين الأستاذة بجامعة الجزائر هذا الموضوع بالكثير من الفهم العميق والوعي الجلي والعلم المستنير، فدرست كتابات المستشرقين حول الأسرة المسلمة وفحصتها ببصيرة وإنصاف، فعرت المتحاملين وبينت أهدافهم، وكشفت عن زيف مصادرهم التي هي في مجملها مشبوهة.
كما تعرضت الأستاذة المؤلفة بالدرس لتلاميذ المستشرقين ومن تأثر بدعاواهم لا سيما العلمانيين الذين لم يلزموا أنفسهم العودة إلى أصول الإسلام واستخلاص الحقائق الناصعة منه والوقوف على ما وفره الإسلام للمرأة المسلمة من حرية وحقوق تقف بها على قدم المساواة مع شقيقها الرجل، وإنما آثروا أن يكونوا أبواقاً للمستشرقين ورجعاً لصدى شبههم وتحاملهم على الإسلام وشريعته، بل فإن بعض صنائعهم من المتغربين العلمانيين ذهب إلى أبعد مما سطره المستشرقون، حتى بلغت بأحدهم عداوته للإسلام أن أطلق وبلا حياء على ما شرعه الإسلام في شأن المرأة والأسرة "مشروع الاضطهاد"!!
وكما تصدت الأستاذة إلى المستشرقين وفصلت القول في مجال اهتماماتهم بالمرأة المسلمة والأسرة المسلمة، فإنها لم تغفل تمحيض فصل من دراستها لأثر الاستشراق في العالم العربي، فرصدت هذه الآثار السلبية منذ بداياتها الأولى، والتي تجلت في تلاميذهم الروحيين من أبناء المسلمين وما صدر عنهم من دعاوى وأفكار هدمية تشوه حقائق الإسلام وتحارب مسلماته.
والكاتبة تشير إلى ملحوظة جديرة بالانتباه وهي أن في المستشرقين منصفين إلا أن الولهين بهم من العرب لا يقلدون إلا المتحاملين على الإسلام وأهله وقد كشفت الغطاء عن المعنى الحقيقي لتحرير المرأة الذي ينادي به هؤلاء القوم وهو "أن تتمرد المرأة المسلمة على دينها وقيمها وعفتها". وتناول بالدرس تلك الدعاوى الموبوءة التي صدرت عن هؤلاء الأتباع بتشجيع من عتاة الاستعمار وتحت حماية حرابه.
لقد أجادت الأستاذة عقيلة تناول هذا الموضوع القديم الجديد وأفادت، فرغم كثرة المؤلفات في الاستشراق فإن المكتبة الإسلامية تبقى في حاجة إلى كتاب ممحض لاستجلاء مواقف المستشرقين من المرأة المسلمة، وهو موضوع لخطورته يحتاج إلى عدة جهود مخلصة متواصلة لأن الحملة على المرأة المسلمة باعتبارها عنواناً بارزاً من عناوين الهوية الإسلامية متواصلة وبضراوة. إقرأ المزيد