امبراطورية بوش أو الابن المحظوظ
(0)    
المرتبة: 119,361
تاريخ النشر: 01/11/2005
الناشر: منشورات الجمل
نبذة نيل وفرات:منذ أن تحررت أولى مستوطنات "الولايات الأميركية الثلاث عشرة" عام 1776 من بريطانيا العظمى وملكها جورج الثالث، حاول الأمريكان دورياً، رغم كل تطلعاتهم الديموقراطية، بناء دويلات تقوم على حكم الأسرة، واستخلص الناخب الأمريكي أن لأجيال عائلات آدم، تافت، روزفلت، روكفلر وكندي الحق في السيادة ومخولون بحكم الوراثة للسيطرة على ...بلادهم، ما يعني عملياً حق الولاية، حتى اليوم، حيث تدخل الولايات المتحدة ألفية جديدة، يبدو أن الحاكم السابقة في ولاية تكساس، جورج دبليو بوش ابن أحد الرؤساء السابقين وأخ حاكم ولاية فلوريدا، ورث منصب الرئيس لأن الناس ترى فيه حلقة من سلالة سياسة أرستقراطية.
استند بوش، الذي يسميه أصدقاؤه "w دبليو" وفي تكساس "دبيا" تماماً كوالده الذي أطلق عليه اسم "big Mo" "المال الكبير"، على اسم معروف، على شبكة من العلاقات السياسية السابقة لأبيه وخزينة الحرب الممتلئة بمليارات الدولارات من تبرعات الحملة الانتخابية. رغم أن البطالة تراجعت بشكل لا مثيل له منذ الثلاثينات، رغم أن إعادة بناء الاقتصاد سرّع في تداول الأسهم في البورصة وأن مستويات الجريمة تراجعت بحدة، فقد جعلت الحالة الجماهيرية، كما لم تفعل منذ عودة ايزنهاور البطولية بعد الحرب العالمية الثانية، من بوش اسماً لا يعلى عليه للجمهوريين وأكثر مرشحي Gop, grand old party لقب مشهور للحزب الجمهوري، قدرة على الفوز في انتخابات عام 2000 تمكن الحاكم السابق لولاية تكساس من الوصول إلى هذا المجد، رغم أن شخصاً لا يعلم شيئاً عن شخصه أو مواقفه السياسية، وحتى في ولاية تكساس، حيث يستمتع بوش بشعبية أوسع من جميع الحكام السابقين، أوضحت استطلاعات الرأي العام في نيسان/أبريل 1999 خمسة أشهر بعد إعادة انتخابه لدورة جديدة في حكومة الولايات، أن شهرته تعتمد على اسمه وسمعته، أكثر مما تعتمد على محتويات ونتائج برنامجه السياسي. فلم يتمكن نصف سكان تكساس، الذين تمّ استطلاع رأيهم من الجواب على أسئلة حول تاريخه وآرائه وأفكاره السياسية والدليل الآخر على أن شهرة بوش اعتمدت على اسمه، أكثر مما اعتمدت على أعماله، كان استطلاعاً مستقلاً بين أعضاء الحزب الجمهوري، دلّ على أن تقدمه على المرشحين الآخرين تطاير في الهواء، عندما استبدلت الأسماء بمقتطفات من سيرة الحياة. وقد خلص المشرف على هذا الاستطلاع Johnzogby، الذي قامت مؤسسته بالتعاون مع وكالة رويتر للأنباء بإجرائه، إلى (أن السبب الذي يدعو إلى مؤازرة بوش، هو اسمه المعروف وهناك الكثيرون ممن تعني سيرتهم الذاتية الكثير بالنسبة للناخب).
(إن ميزة بوش هي أنه وجه جديد في جيل سياسي شاب، له نفوذه بين القيادات السياسية السابقة)، كما قال الباحث في استطلاعات الرأي العام الجمهوري من ولاية هيوستن ديفيد هيل، وأضاف إلى ذلك الشبه في الاسم والوجه مع رئيس سابق للولايات المتحدة الأمريكية، تصاعدت شعبيته في استطلاعات الرأي العام من 56% لدى تنحيته عن السلطة إلى 71%، وذا ما لن يضر بوليّ عهده بأي شكل من الأشكال. بدأ الكثير من الأميركان، أثناء الانتخابات الرئاسية عام 2000، يتساؤلون (ما الذي أنجزه بوش ليكون حامل راية الحزب الجمهوري ويقوم كمسيح سياسي، بعد ثمانية أعوام، بقيادة حواريه من الصحراء السياسية في تكساس إلى البيت الأبيض).
عام 1993 كان جورج دبليو بوش شريكاً وعضو مجلس الإدارة في نادي رنجرز للبيسبول، الذي يلعب في الدرجة الممتازة ويعيش في ولاية تطايرة نسب شعبية حاكمتها الديموقراطية آن ريتشاردز في استطلاعات الرأي العام إلى عنان السماء، وكانت واثقة من الفوز بولاية جديدة. هنا بدّل الرئيس السابق الملعب الرياضي بالملعب السياسي، ليشارك بذلك في تجارة العائلة. لكن بعد خمس سنوات من فوزه على ريتشاردز، كان كل ما يعرفه عنه ناخبوه ابن من هو. وقد حان الوقت لكي يعرف الآخرون، ليس في تكساس وحدها، بل في مجمل أمريكا، بل وفي جميع أنحاء العالم، من هو بوش الابن، هذا الرجل الذي تولى عهد أبيه في الرئاسة، وسيعرفون الكثير وذلك من خلال هذا الكتاب الذي يحاول المؤلف من خلاله سرد سيرة وكشف اسرار شخصية أقوى رجال العالم وربما، أكثرهم هشاشة وتبلداً، ليس الرجل بلغز، إنما السؤال يكمن في السبيل إلى السلطة الذي سلكه، وعبروه السهل إليها عبر معارضة ضعيفة. إقرأ المزيد