تاريخ النشر: 01/11/2005
الناشر: شركة دار الخيال
نبذة نيل وفرات:يعالج "كتاب البيئة" موضوعاً من العصب أن تمر عليه مرور الكرام، فقد أصبحت البيئة من المواضيع المهمة في العالم، إن لم تكن الأهم حالياً و باتت الاستدامة البيئية مقياساً لرقي الشعوب بما تشمله من استدامة للموارد الطبيعية، وللاقتصاد والمشاريع التنموية.
ومن هنا، تبرز أهمية هذا الكتاب الذي يتوجه إلى كل ...فئات المجتمع كباراً وصغاراً، ويحث على أن ينطلق العمل من أجل الحفاظ على البيئة من الفرد الذي يجب أن يكون المراقب الدائم والحارس للبيئة، مهما كانت صفته وعمله.
حيث يركز على ضرورة وجوب تربية الأولاد على القيم الأخلاقية التي تحترم الطبيعة كقيمة مستقلة مشتركة مع الإنسان لتؤلف نظاماً أشمل، كما يشدد على دور الحكومات والدول التي تسن التشريعات وتلاحق تنفيذ القوانين والمقررات الدولية.
فيعرض للمشاكل البيئية بطريقة واقعية، مما جعله كتاباً "مفيداً"، فتكاد تجد كل المشاكل البيئية التي تصادفها في حياتك مذكورة ومشروحة. وتضمن الكتاب عرضاً لمفهوم البيئة بين العلم والفلسفة والأخلاق، وتحدث عن النظام الإيكولوجي ودورة الحياة وتعدد وتنوع الأنظمة الإيكولوجية وعن علاقة الإنسان بالبيئة، وأشار إلى الاتفاقيات والبروتوكولات الموقعة بين الدول والتي تهدف إلى الحد من المشاكل البيئية.
وقد شدد الكتاب على أهمية العلم في إيجاد الحلول للأزمة البيئية، إذ أنه يجد الطرق السليمة ويصوغ نواميس العلاقة مع البيئة، وأن الحلول الناجحة لحماية البيئة تنطلق من تعاون عناصر المجتمع البشري المتحضر ومن احترام القوانين وتطبيقها.
ورأى الكاتب، أن البيئة تبقى رؤية وشراكة: رؤية علمية موضوعية مستقبلية وشراكة إنسانية مجتمعية ومؤسساتية، والحفاظ عليها حفاظ على مقومات الوطن وديمومة موارده الطبيعية والاقتصادية والسياحية والصحية.
كما وتضمن الكتاب دراسة للنظرة التاريخية والفلسفية والاجتماعية لمفهوم البيئة وتطبيقاتها القديمة والحديثة. كما فيه شرح وافٍ لمدلول كلمة بيئة وبحث عميق في الشروط الفضلى للحياة وتأثير الإنسان عليها من جميع الأوجه. ولفهم تعبير التوازن الطبيعي، كان لا بد من شرح مسهب للدورة الحياتية منذ الولادة حتى الممات وما بعدها من تفتت وما يمكن أن يعرقل تقدمها وسيرها في مجراها العادي عند جميع الكائنات الحية.
وقدّم الكاتب درساً مشبعاً عن النظم البيئية وتعددها وعن الموائل وشروط ديمومتها، داعماً للموضوع بالأمثلة الحية المنتقاة من واقع الحياة المحيطة بنا. فالموئل وفقاً لما درجت على استعماله المنظمة العربية للتربية والعلم والثقافة، هو المكان الذي يسكنه كائن حي ويفضله على سواه كرمال الشاطئ أو صخور الجبال، فإذا زال الموئل، زال الحيوان أو النبات الذي يسكنه. وهذا يدل على سعة إطلاع المؤلف على كل جديد وحديث في هذا المجال وعلى تعمقه بالعلم معززاً بالخبرة الميدانية وبأنشطة العمل والكفاح البيئي والاجتماعي.
وتوقف المؤلف عند تاريخ الكرة الأرضية، وهذا أمر أساسي للذين يحبون أن يفهموا عمق المشاكل البيئية التي يتخبط بها كوكبنا اليوم. ولئن طغى الطابع العلمي على هذه الناحية من الكتاب، فهذا من البديهي عند أستاذ جامعي في كلية علوم. إلا أن ذلك قد جرى عرضه بسهولة وبساطة لا يصعب على القارئ إلى أي اختصاص انتمى، فهم تسلسل التاريخ الطبيعي للحياة على كوكب الأرض.
وقد سبق هذا العرض أن تساءل المؤلف عن مدى التنافس بين التقدم التكنولوجي والتطور الاجتماعي من جهة وعن كيفية الحفاظ على الطبيعة من ناحية أخرى.
وفي الكتاب عرض للتطور الاجتماعي المواكب للتقدم الصناعي وللتغيير في تقنيات الزراعة. وقد خصّ الكتاب النمو الكساني بجزء منفصل عن سواه. وهذا أمر يستحق التفكير به لنستخلص من واقع الأمس واليوم العبر والدروس للغد وللأجيال الطالعة والواعدة. إقرأ المزيد