آثار الشيخ محمد النخلي (1869 - 1924)
(0)    
المرتبة: 240,113
تاريخ النشر: 01/01/1995
الناشر: دار الغرب الإسلامي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يعتبر الشيخ محمد المخلي القيرواني (1869-2924) علماً بارزاً من أعلام النهضة العلمية بجامع الزيتونة المعمور، ورائداً من رواد الحركة الإصلاحية الإسلامية في تونس في مطلع القرن العشرين. فقد تأثر منذ شبابه الباكر بأفكار الشيخ جمال الدين الأفغاني ومريديه، وفي طليعتهم الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده، وكان من الدعاة المخلصين ...لمنهجهم الإصلاحي وطريقتهم في تجديد الفكر الإسلامي، وكرّس زهاء الخمس وثلاثين سنة من عمره لغرس أفكارهم الإصلاحية في نفوس طبقات متتالية من التلامذة التونسيين الذين تخرجوا على يديه وتقلدوا فيما بعد أسمى المناصب العلمية والشرعية، نخص بالذكر منهم الأستاذ الإمام الشيخ محمد الطاهر بن عاشور (1879-1973).
كما ساهم الشيخ النخلي بنصيب وافر في انبعاث النهضة الفكرية الحديثة في تونس، فهو من الرواد الذين طالبوا بتعليم المرأة ومساهمتها للرجل في الحياة الاجتماعية، وهو أحد رجال الرعيل الأول من التونسيين الذين نادوا بتجديد الفكر الإسلامي وإصلاح التعليم بجامع الزيتونة. فقد اقتدى من أول وهلة بزعيم الإصلاح الديني والاجتماعي في العالم الإسلامي الشيخ محمد عبده، مركزاً عمله الإصلاحي على مجالين اثنين: إصلاح الدين وإصلاح التعليم.
أما بالنسبة إلى إصلاح الدين، فقد دعا النخلي –على غرار الشيخ محمد عبده- إلى تطهير العقيدة الإسلامية مما علق بها من رواسب الخرافات والبدع، وفهم النصوص الدينية فهماً جيداً وتأويلها تأويلاً صحيحاً، ونبذ الجمود والتحجر.
وأما بالنسبة إلى التعليم، فقد انتقد انتقاداً لاذعاً البرامج والمناهج المعمول بها في جامع الزيتونة في عصره، واعتبر أن التعليم الزيتوني لا يمكن أن يبقى دائماً مقصوراً على حفظ المتون والشروح والحواشي، إنما يجب أن يتطوّر ويلقّح بالعلوم الحديثة كالتاريخ والجغرافيا والاقتصاد والرياضيات، ما دامت تلك العلوم والفنون متماشية مع الشريعة الإسلامية وتعاليمها. كما نادى بضرورة تجديد الطرق والأساليب التربوية بتوخي سبل الفهم والإدراك وإعمال العقل واقتباس العلوم التطبيقية والصناعات الحديثة من البلدان الأوروبية التي استمدّت منها قوتها المادية وسيطرتها على مختلف أصقاع العالم.
ولئن كان لأفكاره الرائدة وآرائه الإصلاحية بليغ الأثر وبعيد الصدى في أوساط الشبيبة الزيتونية والمدرسية على حدّ سواء، فدق قاومها الشيوخ المحافظون أو "الجامدون" –كما يحلو له تسميتهم- وعمدوا إلى الطعن في عقيدته واتهامه بالخروج عن الجماعة والسنة، كما تنكر له أقرب المقربين إليه من مشايخه الذين أقدموا على التشهير به والتشنيع عليه. ولكنه لم يضعف ولم يستكن، وظلّ متمسكاً بأفكاره ومواقفه الإصلاحية بكل ثبات، رغم المرض العضال الذي ألمّ به إلى أن أودى بحياته.
ومما تجدر الإشارة إليه أن الشيخ النخلي قد ترك مجموعة كبيرة من المؤلفات القيمة والتحارير النفيسة والوثائق النادرة، بعضها قد أتلفته تقلبات الزمن، والبعض الآخر ما زال محفوظاً في مخلفاته، وبالخصوص سيرته الذاتية البالغة الأهمية. إقرأ المزيد