الإمام علي في الفكر المسيحي المعاصر
(0)    
المرتبة: 14,415
تاريخ النشر: 01/09/2005
الناشر: دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:إن الشيء الذي لا خلاف عليه هو أن الإمام علياً عليه السلام هو خير ممثل لأهل البيت عموماً في منطلقهم ونهجهم وغايتهم، ولذلك فإن الكلام عنه يعني الكلام عن الجميع دون استثناء. فالإمام علي هو رأس البيت العلوي وشقيق النور المحمدي، وهو الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله ...عليه وسلم في أكثر من مناسبة أن حبه حسنة لا تضر معها سيئة، وأنه عليه السلام إحدى الكلمات الخمس التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه بها وأنه عليه السلام الهادي الذي به يهتدي المهتدون في كل زمان ومكان، وهو عليه السلام الذي أنزل الله عز وجل فيه ثلاثمئة آية في كتابه الكريم..
من أجل كل هذا وغيره أيضاً فقد كتب الأدباء والمفكرون المسيحيون عن الإمام علي عليه السلام دون غيره ممن كانوا حول الرسول الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم، ومن أجل نوره الذي أضاء قلوبهم وأنار بصائرهم فجعل لحياة بنظرهم معنى جديداً آخر؛ فقد اختاروا علياً عليه السلام مثالاً أعلى لهم في نهجه وفكره وفي رؤيته للحياة والوجود. ومن أجل من أعطى الإنسانية المتعبة هويتها الروحية الصحيحة بعد أن علمنا وعلم كل إنسان جاء في بحثه عن ذاته وعن هويته أن الناس صنفان: إما أخ لنا في الدين أو نظير لنا في الخلق، من أجل كل هذا كتبوا عنه بكل حب وشغف حتى لتحسبهم من شيعته وأنصاره.
وهل لنا بعد ذلك أن نسأل الأديب أو المفكر المسيحي، ونقول: لماذا عليّ؟! ويمكن القول، إن كل ما كتبه جبران خليل جبران وميخائيل نعيمه وشبلي شميل وروكس بن زايد العزيري وجرجي زيدان وسليمان كتاني وفيليب حتّي وأنطون بارا ونصري سلهب وبولس سلامة وجورج جرداق وعبد المسيح الأنطاكي وسعيد عقل وجوزيف الهاشم وأمين الريحاني وخليل فرحات وأمين نخلة وغيرهم من المفكرين والكتاب العرب ابتداء والمفكرين المستشرقين الغربيين انتهاء هو في المحصلة نداء صادق وصريح إلى كل المسيحيين في العالم كي يتمثلوا شخصية الإمام علي عليه السلام فكراً وعملاً لأنه في محصلة الأمر؛ هو الطريق إلى النور والخلاص، وهو الهادي الحقيقي لكل إنسان إلى الخير والحق والفضيلة. فالإمام علي عليه السلام بالنسبة لأولئك المفكرين المسيحيين، ليس إماماً لكل مسلم فحسب؛ بل هو إمام لكل إنسان يبحث عن خلاصه.
من هنا جاء هذا الكتاب الذي كتب عن شخصية استثنائية وغير عادية أبداً. ويقول المؤلف بأن ما زاد من صعوبة عمله هذا هو أنه ليس هو الكاتب الفعلي لسطور كتابه؛ بل إن الكاتب الحقيقي هو ذلك المفكر المسيحي المعاصر، وبالتالي فإن دوره في الكتابة يأتي من خلال قيامه بدراسة وتحليل هذه الأقوال لكل أديب أو مفكر أو مستشرق من المسيحيين المعاصرين. فالكتاب إلى هذا هو كتاب قائم على الدراسة والتحليل، على النقد والمقارنة، كما أنه قائم أيضاً على رصد المصادر الإسلامية التي يأخذ منها أولئك المسيحيون المعاصرون مواد وأساس كتاباتهم ومؤلفاتهم. إقرأ المزيد