الإنطواء النفسي والاجتماعي - الطفل الذاتوي
(0)    
المرتبة: 110,819
تاريخ النشر: 01/08/2005
الناشر: دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:ما يزال الغموض يكتنف كثيراً من الأحوال التي تعتري الحياة العقلية والنفسية وحتى الجسمية للإنسان، ومن بين هذه الظواهر التي ما زالت غامضة أمام العلم والعلماء، ظاهرة اضطراب الذاتوية والتعرف على أسبابه وأعراضه، والفرق بينه وبين غيره من الاضطرابات المتشابهة كالتخلف العقلي أو ذهان فصام الشخصية. ويمكن القول بأن ...اضطراب الذاتوية هو اضطراب من اضطرابات النمو النفسي، وتصيب أعراضه الطفل في سن مبكرة جداً من حياته، وتجعله يخشى الاحتكاك بالناس أو الاتصال بهم أو التعامل معهم، بل إنه يتألم اشد الألم إذا لمسته أمه أو قبلته، ويتحاشى الطفل حتى التواصل عن طريق نظرات العين، ويظل لساعات طوال مشغولاً بنفسه أو باللعب في أصابعه أو قطعة من الورق أو القماش أو الخيط، كما يعاني من فقدان شديد في القدرة اللغوية؛ فهماً وتعبيراً، ولا يستطيع أن يعبر عن نفسه تعبيراً لغوياً، ويميل إلى ترديد الكلمات التي يسمعها أو حتى مجرد ترديد جزء بسيط من الكلمة، ويميل في استعمالاته اللغوية إلى قلب الضمائر. فهو يقول "أنا" عندما يقصد "أنت"، ويقول "أنت" عندما يقصد "أنا". يعاني الطفل الذاتوي من الانطواء الشديد والعزلة والانسحاب، ويؤثر الوحدة.
حول هذا الموضوع الانطواء النفسي والاجتماعي للطفل الذاتوي وحول مظاهره وعلاجاته يأتي هذا الكتاب والذي يقدمه المؤلف من منطلق الاهتمام القومي والعالمي بالطفولة ومشاكلها وأمراضها واضطراباتها، وبعد منطلق تحرير الأطفال مما يعانون من الآلام والأزمات والصراعات والتوترات والقلق، وذلك بقصد تكوين المواطن الصالح الخالي من الاضطرابات. هذا وإن الطفل الذاتوي يشكل مشكلة مؤلمة جداً، لا لنفسه وحسب، وإنما لأسرته ومعلميه. فهو وكما أسلفنا يكون شديد الانعزال والانطواء والانزواء على ذاته لدرجة يصعب الاتصال معه بأية صورة من صور الاتصال: اللفظي أو الحسي أو الحركي، ويعاني كذلك من صعوبات بالغة في تعلم اللغة، وبالتالي يعجز عن التعبير عن نفسه تعبيراً لفظياً حركياً لذلك وجب توجيه العناية والدراسة لهذا الفعل. إقرأ المزيد