تاريخ الخلفاء الراشدين - لونان
(0)    
المرتبة: 23,359
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار ابن كثير
نبذة نيل وفرات:من الملاحظ بأن ثمة فجوة أصبحت كبيرة بين أبناء المسلمين وذلك العصر، وحدث خلطٌ في ترتيب الأولويات، حيث صار الشباب يلمّون بسير الدعاة، والعلماء والمصلحين أكثر من إلمامهم بسيرة الخلفاء الراشدين، وأن ذلك العصر غني بالجوانب السياسية، والإعلامية، والأخلاقية، والاقتصادية، والفكرية، والجهادية، والفقهية التي نحن في أشدّ الحاجة إليها، ...ونحتاج أن نتتبع مؤسسات الدولة الإسلامية وكيف تطورت مع مسيرة الزمن، كالمؤسسة القضائية، والمالية ونظام الخلافة والمؤسسات العسكرية، وتعيين الولاة، وما حدث من اجتهادات في ذلك العصر عندما احتكت الأمة الإسلامية بالحضارة الفارسية، والرومانية، وطبيعة حركات الفتوحات الإسلامية.
من هذا المنطلق جاء هذا الكتاب الذي يتناول في طياته تاريخ الخلفاء الراشدين، فتاريخهم مليء بالدروس والعبر، وهي متناثرة في بطون الكتب، والمصادر، والمراجع، سواء أكانت تاريخية أو حديثية، أو فقهية أو أدبية، أو تفسيرية، ومجتمعنا في أشدّ الحاجة إليها، لجمعها وترتيبها وتوثيقها، وتحليلها. فتاريخ الخلافة إذا أحسن عرضه، يغذي الأرواح، ويهذب النفوس، وينور العقول، ويشحذ الهمم، ويقدم الدروس، ويسهل العبر، وينضج الأفكار، فنستفيد من ذلك في إعداد الجيل المسلم وتربيته على منهاج النبوة.
وبصورة عامة، إن إعادة كتابة التاريخ الإسلامي بمنهج أهل السنة والجماعة أصبح ضرورة ملحة لأبناء الأمة، وعلى أصول منهج أهل السنة سار الباحث، عند تأليفه لهذا الكتاب، عاكفاً على المصادر والمراجع القديمة والحديثة، دون اقتصاره على المراجع التاريخية القديمة المشهورة، بل هو رجع في ذلك إلى كتب التفسير، والحديث، وشروحها وكتب التراجم.... التي وجد فيها مادة تاريخية غزيرة، يصعب الوقوف على حقيقتها في الكتب التاريخية المعروفة والمتداولة، وبد بدأ بالكتابة عن أبي بكر الصديق، متناولاً شخصيته، وعصره، فحياته رضي الله عنه، صفحة مشرقة من التاريخ الإسلامي، الذي بهر كل تاريخ، وفاقه، والذي لم تحوِ تواريخ الأمم مجتمعة بعض ما حوى من الشرف والمجد، والإخلاص والجهاد، والدعوة لأجل المبادئ السامية، لذا تتبع الباحث صفات الصديق، وفضائله ومشاهده في ميادين الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحياته في المجتمع المدني، ومواقفه العظيمة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكيف ثبّت الله به الأمة، مسلطاً الأضواء على سقيفة بني ساعدة، وما تمّ فيها من حوار ونقاش بين المهاجرين والأنصار، ناسفاً الشبهات والأباطيل التي ألصقت بتاريخ سقيفة بني ساعدة من قبل المستشرقين وغيرهم، موضحاً من ثم أحداث الردّة ذاكرة أهم نتائجها من تميز الإسلام عما عداه من تصورات وأفكار وسلوك... لقد حاول الباحث وبصورة عامة بيان كيف فهم الصديق الإسلام وعاش به في دنيا الناس، متناولاً جوانب شخصيته المتعددة السياسية، والعسكرية، والإدارية، ومتحدثاً عن حياته في المجتمع الإسلامي لما كان أحد رعاياه، وبعد أن أصبح خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم. إن هذا الكتاب يبرهن على عظمة أبي بكر الصديق ويثبت للقارئ بأنه كان عظيماً بإيمانه وبعلمه وبفكره وببيانه وبخلقه وبآثاره.
أما الكتاب الثاني فقد كان حول أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب، شخصيته وعصره، فهو الخليفة الثاني، وأفضل الصحابة بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنهم، وكما حياة أبي بكر، كذلك هي حياة الفاروق عمر بن الخطاب. تتبع الباحث في كتابه هذا حياة الفاروق منذ ولادته حتى استشهاده. إن الفاروق من الأئمة الذين يرسمون للناس خطط سيرهم، ويتأسى بهم الناس بأقوالهم وأفعالهم في هذه الحياة، فسيرته من أقوى مصادر الإيمان، والعاطفة الإسلامية الصحيحة، والفهم السليم لهذا الدين.
أما الكتاب الثالث فقد تحدث فيه الباحث عن شخصية عثمان بن عفان رضي الله عنه وعصره وهو امتداد لما سبقه من كتب تحدثت عن الصديق وعن الفاروق أن حياة ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه صفحة مشرقة في تاريخ الأمة، تناول الباحث في هذه الكتاب أولاً الحديث عن اسم ذي النورين ونسبه وكنيته وألقابه وأسرته ومكانته في الجاهلية وإسلامه وزواجه... مشيراً من ثم إلى أهم صفات عثمان بن عفان رضي الله عنه القيادية من خلال المواقف الدالة على تلك الصفات الرفيعة، جامعاً فتوحات عثمان المتناثرة في كتب التاريخ، مفصلاً من ثم أسباب فتنة مقتل عثمان، وأهمية دراسة وقائع هذه الفتنة... إن هذا الكتاب يبرهن على عظمة ذي النورين كما سابقيه (أبو بكر وعمر) ويثبت بأنه كان عظيماً بإيمانه وبعلمه وبخلقه وبآثاره، وكانت عظمته مستمدة من فهمه وتطبيقه للإسلام.
وأما الكتاب الرابع في دراسة عهد الخلافة الراشدة فقد جاء حول أمير المؤمنين علي من الميلاد حتى الاستشهاد، فيبدأ بالحديث عن اسمه ونسبه ولقبه ومولده وأسرته وقبيلته وإسلامه وأهم أعماله، وعن هجرته ومعايشته للقرآن الكريم وأثرها عليه في حياته، وعن تصوره عن الله والكون والحياة والجنة والنار والقضاء والقدر، وعن الأصول والأسس التي سار عليها أمير المؤمنين علي في استنباط الأحكام من القرآن الكريم وفهم معانيه، وعن تفسير أمير المؤمنين علي لبعض الآيات الكريمة، كما تحدث الباحث في هذا الكتاب عن مساهمات علي في عهد الفاروق في الأمور القضائية والتنظيمات المالية والإدارية موضحاً بيعة علي لعثمان رضي الله عنه راداً الأكاذيب التي ألصقت بها، متوسعاً في الحديث عن صفاته، ناقلاً شيئاً من خطبه ومواعظه، منتقلاً من ثم إلى المشاكل الداخلية في عهده رضي الله عنه، ومتحدثاً عن قصة التحكيم وهكذا...
وانضم إلى هذه الكتب الأربعة كتاب خامس جاء حول خامس الخلفاء الراشدين أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب من مولده وحتى استشهاده. إقرأ المزيد