تاريخ النشر: 01/05/2005
الناشر: دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:تميّز العراق عن غيره من البلدان بميزات جعلته فريداً بين بلدان العالم اليوم ، فقد حيّاه الله تعالى بموقع جغرافي فريد في قلب العالم . ولقد سكن العراق شعب تنوعت أعراقه وقومياته وأديانه ومذاهبه ، فترى فيه العربي والكردي والفارسي والتركي والهندي والشركسي وغيرهم ، ويعتبر هذا من عوامل ...القوة ، حيث ترى أناساً تختلف أجناسهم وقومياتهم وأديانهم يعيشون في هذا البلد متحابين متآخين دون أن تحدث بينهم مشاكل تعكر عليهم صفو الحياة . ولهذا فقد كان العراق مهداً لأقدم الحضارات في العالم ، وأكثرها تطوراً ونتاجاً على مدى التاريخ ، كما كان العراق مهداً للأنبياء عليهم السلام ومستقر الأئمة والأولياء ومركزاً تنتشر فيه مختلف المقدسات الدينية لمختلف الأديان والطوائف . لكن مما يُؤسف له أن العراق كان ولا يزال مسرحاً دائماً للحروب والقتال لا بين أهله ؛ وإنما كانت الدول العظمى تجعل من العراق ساحة كل مشاكلها فيما بينها ، فتشعل الحرب وتجري فصولها في العراق ، فيكون العراق وأهله مادة هذه الحرب . فما كان يدور بين الدولة العثمانية والدولة الفارسية - على سبيل المثال - من معارك وحروب ، خير دليل على ذلك . كما توالت على حكم العراق أنظمة جائرة أقامت سياستها على الكبت والإرهاب والقمع والبطش والتشريد والتفرقة والطائفية وغيرها ، حيث طبعت حياة العراق والعراقيين بالدم والقتل ، مما كدّر عليهم صفو عيشهم ، وأصبح الفرد العراقي يوسم بالعنف والإرهاب من قبل بقية الشعوب . وما أن قام كيان العراق الحديث بعدما انفصل عن الدولة العثمانية في أعقاب الحرب العالمية الأولى إلا ووقع في مطب الحكم البريطاني المباشر وغير المباشر ، في ظل ملكية إستبدادية وطائفية ، ثم جمهورية الأقلية المستبدة ، حتى ظهرت ملامح سياسية رسمت أبعاداً مأساوية في تاريخه ، وهذه الملامح هي التي توضح حقيقة الأزمة والأسباب التي أدت إليها . فقد قامت سياسة الأقلية ، كما يذكر المؤلف ، على ما يلي : 1- الأكثرية الشيعية وحرمانها من حقوقها ومصالحها ، 2- محاربة معتقدات الأكثرية ومنعها من ممارسة طقوسها الدينية وحقوقها الإنسانية ، 3- قتل الرجال والنساء والأطفال دون وازع أو ضمير ، والمقابر التي تم اكتشافها أكبر شاهد على ذلك ، 4- مطاردة العلماء وقتلهم وتشريدهم ونفيهم عن الوطن ، مع أنهم هم من حرر العراق من سيطرة الأعداء ، وطرد الأجنبي المحتل من البلاد ، 6- حرمان الأكثرية من تسلم المناصب في الدولة والجيش ، 7- القيام بحروب مفتعلة مع دول الجوار وزج أبناء الأكثرية في محرقتها إرضاءً لنزوات الحكام وتحقيقاً لمصالح المستعمرين . من هنا رأى المؤلف ضرورة نشر الوعي بين العراقيين لتجاوز تلك المحنة . من هنا جاء هذا الكتاب الذي مثل خطوة توعوية في طريق رفع الظلم والحيف الذي لحق بالأكثرية ، معتمداً نهجاً قام على : 1- " الحق الإنساني " هو الملاك القانونية للجميع ، فالأقلية والأكثرية يتساوون في هذا الحق ، كما جاء في الحديث النبوي " المسلم أخُ المسلم .. " ، 2- العلاقات بين الأكثرية والأقلية تحكمها قاعدة ( الإنصاف ) و ( الإحترام المتبادل ) و ( الحوار العلمي ) و ( مصلحة الدين والأمة والوطن ) ، 3- إن المسؤولية تأخذ بأعناق الجميع ، فالكل مسؤول ، والعراق الجديد لا تقوم له قائمة لو لم يستأصل جذور الطائفية السياسية ، 4- إن الديمقراطية ، والتعددية ، والفيدرالية ، والحريات ، وما شابه ذلك لا تعالج أزمة الطائفية السياسية لعمق جذورها واستحكامها ، مؤكداً أن الذي يعالجها هو ما ذكر في طيات هذا الكتاب من الإعتراف الجريء بهذا الداء العُضال ، واتفاق كل الجهات على حله .. من أجل ذلك كان للمؤلف مقترحات ذكرها في هذا المجال . إقرأ المزيد