الفلسفة والأخلاق عند ابن الخطيب
(0)    
المرتبة: 215,101
تاريخ النشر: 01/01/1983
الناشر: دار الغرب الإسلامي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:ما هي علاقة الفلسفة بالأخلاق في نظر ابن الخطيب؟ هل الأخلاق جزء من الفلسفة، أم هي علم مستقل يستوثق رباطه بالشرع أكثر من العقل؟ قد تكون نظرية ابن الخطيب أقرب إلى الحل الثاني منها إلى الحل الأول بدعوى أن الرجل حشر في الروضة ما يسميه "بعلم التخلق ومكارم الأخلاق ...وطرائق الصوفية" في تلك العلوم الشرعية.
ولكن إذا كان ابن الخطيب يعتبر الأخلاق حقاً من الشرعيات فما باله يركز هذا العلم على قواعد ومقررات فلسفية؟ إنه يتحدث في سياق تعاريفه الخلقية عن العقل ولكن ما هو العقل؟ إننا لا نعرفه ولا هو كذلك! وكلنا في احتياج للرجوع إلى الفلسفة نستشف من بحوثها حقيقة هذه اللطيفة، وما قلناه في العقل نقوله في النفس وقواها، وفي الروح والقلب! والحواس الخمس؟
ألم يشر إليها ابن الخطيب في القسم الخلقي من كتابه الروضة دون أن يعرفها ويبين ماهيتها وخصائصها؟ والحب الذي يعتبره أساساً للأخلاق؟ أليست ماهيته من الحقائق الفلسفية التي طالما حاول علماء النفس استكناهها؟ الحقيقة أن ابن الخطيب وإن كان يدمج الأخلاق يعلن في الشرعيات-إلا أنه يضطر فيرجع إلى الفلسفة يستفسرها عن ماهية بعض القوى وبعض آثار هذه القوى، وهذا كاف لأن نقول بأن ابن الخطيب لم يخرج عن سنن جمهور الفلاسفة الذين يرون أن الدراسات الأخلاقية -كعلم له أصوله وقواعده- تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الفلسفة.
بل إننا نذهب أكثر من هذا فنؤكد أنه إذا ما اعتبرنا أن ابن الخطيب كثيراً ما يمزج في "الروضة" بين مختلف العناصر الفلسفية والصوفية والخلقية دون حدّ فاصل ولا ضابط مميز أمكنا أن نقول بأن الفلسفة والتصوف والأخلاق كائن في نظر ابن الخطيب متقاربة رغم اتصال بعضها -التصوف والأخلاق- بالشريعة من جوانب مخصوصة، ولعل ابن الخطيب لم يكن مذهبة يعد والمذهب الكلاسيكي، وإنما حمله على عدم التصريح باندراج الأخلاق في علم الفلسفة تفاديه تهييج شعور الشعب الأندلسي الذي بغض علماء الدين الفلسفة إليه بما رسموه من صور قائمة عن إلحاد الفلاسفة وزندقتهم.
وهل يعني ابن الخطيب أن يشرح للناس أن الأخلاق جزء من الفلسفة أو أن الفلسفة جزء من الأخلاق ما دام همه مصروفاً لشيء واحد وواجبه العلمي محصوراً في نطاق محدود وهو غرس الفضيلة في النفوس؟ لشد ما برهن ابن الخطيب على أنه رجل العمل والتطبيق لا رجل النظر والشكليات.
هذه وقفة عند الخطوط العريضة لفلسفة ابن الخطيب ونظريته الأخلاقية ولمن أراد التوسع أكثر في هذا الإطار فالكتاب الذي بين يدينا يشرح وبشكل مفصل هذه الموضوعات. حيث يتحدث في فصوله العشرين وعلى التوالي عن المسائل الآتية عند ابن الخطيب: مصادر ابن الخطيب، أسلوب ابن الخطيب مدى تأثير عصر ابن الخطيب في حياته، الأخلاق عنده، أصول الأخلاق، درجات الأخلاق، الإرادة، الوسائل والغايات، المعرفة والحب أساساً الفضيلة، حب الوطن، القوى النفسية والحب، المناسبة والكمال في ألأخلاق، العلوم والفنون في خدمة علم الأخلاق، الحقوق والواجبات، فضائل الأعمال والأحوال، الرذائل، الدنيا رأس كل بلية، المعري وابن الخطيب، الأصول الخبيثة في الإنسان، ابن الخطيب الفيلسوف. إقرأ المزيد