أبجدية التحولات رؤى وتأملات
(0)    
المرتبة: 261,018
تاريخ النشر: 01/04/2005
الناشر: دار الحداثة للطباعة والنشر
نبذة الناشر:تسرني بشارة الأقلام الجديدة، وإذا كانت أقلام نساء، تتضاعف فرحتي، لأنها في كثير من الأحوال، تكون آتية من (حمم الصمت) كما تكتب هيام حرب ملاعب. في الحقيقة فاجأتني هذه الكاتبة في باكورة أعمالها. فقد حاكت في السر. قماشة ثرية من مخزون تجربة. تعمقت في التأمل، ونهلت من ينابيع الحكمة والفلسفة، ...وهي في نصوصها المكثفة، قوية، واثقة من قلمها وموقعها. وهذا نادراً ما يطالعنا في البواكير.
لقد تأنت الكاتبة في حياكة نصوصها، وأنضجتها على نار هادئة، فجاءت بنكهة تخصها وحدها.
كتابة هيام تشبه أزهاراً برية تفاجئنا في الحدائق الخلفية، ولا تعلن عن حالها بالصوت العالي، بل تترك للقارئ متعة اكتشافها، وتقدير جوهرها.
ثمة ملاحظة لا بد منها، وهي وضع هذا الكتاب بين أيدي الطلاب، يفيدون منه معنى ومبنى.
إميلي نصر اللهنبذة المؤلف:"يقولون: الدولة بخيلة، لا تنجب إلا البخلاء، بالله لا تظلموها..، فعلى هديها لسائرون، ننتهج البخل ونرعاه...، يقولون: الرؤساء بلغوا سدة الكرم، ونهبوا التين والعنب والرمان.. والذين تبعوهم، كانوا منا وفينا، وصاروا لهم خداماً، خيبت ظني الحكومة. غابة صارت مخيفة حراسها عقبان.. يقولون الجوع كافر.. وما حك جلد الفقير إلا بلواه، أين الجياع إذاً والأنياب والأظافر؟؟، أراهم يقاومون.. يناهضون.. ينددون وعلى انهزام يستقرون، ثم على موت استل من أمعائهم أوتاراً، ومن بقايا جلودهم وعظامهم طبولاً وأزراراً. يا حاكماً جعل الحرير لباسه ومداسه من جلد جائع عطشان، يا ظالماً عاف الضمير جواره، أشكوك لله.. لله أشكوك. ما همني سكنى الجحيم بناره.. بأفاعيه.. وسحاليه... وغربانه.. ما همني دمع اليتامى.. ولا الثكالى.. ولا الشباب الحيارى.. بل عودة الرحمن فينا، بل عودة الإنسان.. في قدس أقداس الضمائر، في صحوة الرعيان".
جميل أن نحسن الإصغاء لنبضات قلوبنا، لنتجانس مع قوانا الدفاعية، ولنتصالح مع ذواتنا، والأجمل أن نقرن هذا الإصغاء بشيء من رفضنا وإلا كان واحدنا مغلوباً بالحياء، ومتآمراً على قراره.
قرائي الأحباء في البداية كنت أتهيب من فكرة الخروج عن حدود مخاوفي، لكنني، وبعد أن تجرأت، بدوت قريبة منكم، أبحث في قلوبكم عن وطن لحروفي، وعن عذر شرعي لدخولي. لا تقبلون به قسراً، ولا جزافاً، ولا تحت أي ضغط عاطفي. بل كعارض ظرفي. قد تجدونه منسجماً مع تطلعاتكم فتنجذبون إليه بعد طول تمعن ومناقشة.
عهدت بكتاباتي لسنوات عمر مضى، أردت أن أمنحها نضوج تطلعاتي خوفاً عليها من طيش يبددها، أو من عابرة نفعية رخيصة تضللها، فمن على قمة العطاء تلك خطوات خطوتي الأولى، وبذلت قصارى مروري في معبر الصدق.
فقد أحببت أن ألخص انفراجاتين وأقصد انفجاراتي إذا حدد التعبير، وأن أحصي عدد المارين بدربي من زوار أوفياء، ومرابطين على الجبهات، وثوار ومساجين، وأحرار وبؤساء ومظلومين، ومحرومين، أو ممن سلبتهم لذائذ الحياة أصول العيش، فآثروا البقاء على الحياد. أن أقحم قلمي في المضيقات خير من المكوث في المنغلقات، فلننتهز معاً غياب الظل لنفرح من مكنوناتنا في وضح النقد البناء، فالنقد أولاً وآخراً وعي يضيء عماءة الأذهان. إقرأ المزيد