تاريخ النشر: 01/01/1982
الناشر: دار الغرب الإسلامي
نبذة نيل وفرات:الوادي آشي بالهمزة بعدها شين معجمة، نسبة إلى وادي آشي بالأندلس، من كور ألبيرة بينها وبين غرناطة أربعون فرسخاً، واسمها الأعجمي Guadix. والوادي آشي هو أبو عبد الله محمد بن حسان القيسي، ويلقب من الألقاب المشرقية شمس الدين ويعرف بابن جابر اختصاراً. وقع اضطراب في تاريخ ميلاده، ذكر ابن ...الجزري أن ميلاده سنة 678 مضبوطاً بلسان القلم، وذكر الحافظ ابن حجر أن مولده في سنة 673/1274، وهذا هو التاريخ المعتمد.
ويستفاد مما ذكره تلميذ ابن فرحون أنه "قرأ القرآن على أبي جعفر بن الزيات بفاس، ثم رحل إلى المشرق. كان الوادي آشي محدثاً حافلاً وقرئاً ضابطاً، والحديث والقراءات هما العلمان اللذان اشتهر بهما شرقاً وغرباً. وكان أيضاً نحوياً لغوياً، راوية لإشعار مشايخه. ويبدو أنه لم يكن ضليعاً في الفقه، فقال قال عنه تلميذة ابن فرحون: وكان مقرئا مجوداً له معرفة بالنحو واللغة والحديث ورجاله وكان فقهه قليلاً".
وعلى كل فإن استكثاره من الرواية مع علو الإسناد، ومعرفته بتراجم الرجال، ونسخه بيده للكثير من تآليف المتأخرين، مع الشقة والضبط لما قيده ورواه، كل ذلك جعله من الأعلام البارزين في عصره المقصودين بالأخذ والتلقي وتقييد الفوائد والشوارد، انطلاقاً من هنا تظهر قيمة مؤلفاته التي تراوحت بين الحديث والتراجم، والعروض...
أما برنامجه الذي بين يدينا فكان له قيمة نادرة، حيث أنه قد ألفه إستجابة لرغبة من طلب منه ذلك من المعنيين بالرواية، حيث قال: "أما بعد فإن بعض أرباب الرواية ذا الشغف بها والعناية، أحب أن أقيد له أسماء من لقيته من شيوخي الجلة، ومن مقامي بتونس وفي زمني الرحلة، واسمي له ما أخذته عنهم كائناً ما كان، على حسب الوسع والإمكان، ومن أجازني ممن لقيته وأخذت عنه، أو ممن لم آخذ عنه سواه، أو كتب لي بها من المشرق والمغرب، وأفصح له عن جملة ذلك وأعرب، فأجبته لما سأل...".
أما عن تقسيمه لمضمون هذا البرنامج فذكر في خطبة للبرنامج أنه قد جعله جزأين ابتدأه بتراجم شيوخه الذين قرأ عليهم وروى عنهم وأجازوه بتونس، والإسكندرية، والقاهرة، ودمشق، ومكة، والمدينة، مبتدئاً بترجمة شيخه قاضي الجماعة بتونس أبي العباس أحمد بن محمد بن الحسن بن الغماز، ثم أعقب ذلك بتراجم مشايخه بالإجازة من أهل المغرب والمشرق، وأولهم أبو جعفر بن الزبير الغرناطي.
ورتب أسماء شيوخه على حروف المعجم ترتيباً لم يراع فيه الدقة المنهجية لا في الأسماء ولا أسماء الآباء، حسب المنهج المتعارف عند مؤلفي التراجم والمعاجم. وهو يذكر في الغالب تاريخ المولد والوفاة وفي تراجم شيوخه بالإجازة اقتضب تراجم الكثير منهم بحيث لا تتجاوز الترجمة سطراً واحداً يذكر الاسم مجرداً، أو بزيادة ذكر بعض شيوخ المترجم له.
والقسم الثاني خصصه للكتب التي رواها عن شيوخه بالسند المتصل إلى مؤلفيها مع الحرص على ذكر العلو في السند.
وابتدأ هذا القسم بالكلام عن طرق روايته للقرآن، ومشايخه الذين روى عنهم، وثناه بالموطأ رواية يحيى بن يحيى الليثي، ثم بالصحيحين، وبقية الصحاح ما عدا ابن ماجه فقد ذكره ضمن المسانيد. ثم المسانيد، وغيرها من كتب الحديث المختلفة الوضع والترتيب، ثم كتب السيرة، وبعدها بعض شروح الصحاح الستة، وكتب حديثية أخرى، ثم رجع إلى ما له صلة بالسيرة. وعدم الدقة في الترتيب -حسب المواضيع- الشائعة في هذا القسم من الكتاب- وذكر أجواء حديثية، وكتب مصطلح وأنساب وتراجم، وكتب أربعينيات ومسلسلات، وكتب تصوف مشهورة، وكتب الأدب والنحو واللغة، وكتب أشعار وأراجيز، ودواوين، ومقامات الحريري، وتواليف شيخيه بدر الدين بن جماعة، والرضي الجعبري وختم هذا القسم بذكر المشيخات والبرامج والفهارس.
وبالنظر للأهمية التي يحتلها هذا البرنامج فقد اهتم "محمد محفوظ" بتحقيقه لمتن حيث قام أولاً بالمقابلة بين المخطوطات التي بين يديه، وذكر الفروق بينها في الهامش، ثانياً: في قسم تراجم الشيوخ ذكر في الهامش المصادر المهمة لكل ترجمة واعتمد على "الأعلام" ومعجم المؤلفين. ثالثاً: اهتم في القسم الثاني من الكتاب بالترجمة لمؤلفي الكتب، ولبعض رجال الإسناد. رابعاً: جعل رقماً متسلسلاً للشيوخ المترجم لهم في القسم الأول، ورقماً مسلسلاً جديداً للكتب المروية في القسم الثاني. إقرأ المزيد