تاريخ النشر: 01/01/1983
الناشر: دار الغرب الإسلامي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يعتبر هذا الثبت من أقدم المخطوطات وأهمها في بابه إذ مرّ عليه ما يقرب من خمسة قرون، وهو مخطوط نادر الوجود، بل هو النسخة الوحيدة في العالم ويعتبر من آخر المخطوطات التي تتناول آخر فترة من حياة الإسلام بالأندلس، حيث تمّ تحرير بعض فصوله في العقد الأخير من القرن ...التاسع الهجري (أواخر التاسع وأوائل العاشر من القرن الخامس عشر الميلادي) وتمّ تحريره بخط يد المؤلف نفسه، وبخطوط أيدي أساتذته، فهو من هذه الناحية وثيقة هامة جداً، إذ من النادر العثور على خطوط مجتمعة هكذا.
وكتاب البلوي هذا، وكما يتضح للقارئ، يحتوي على معارف وعلوم جمّة وموضوعات عديدة جديرة بالدرس أهمها: أ-تراجم، ولو ومختصرة، لشيوخ المؤلف وأساتذته، ب-أسانيد هؤلاء في مختلف فنون المعرفة، ج-حياة المؤلف العلمية، وتطوره الثقافي، وحجم معارفه، د-أسماء الكتب التي كانت رائجة في عهده، هـ-نوع المعارف التي كانت تسود آنذاك. ويمكن القول بأن "ثبت" البلوي هذا الذي يتعرض فيه لشيوخه ولدراساته معهم، ولأسانيدهم في رواية كتب الحديث وغيرها، إنما هو في الواقع كتاب علمي تغلب عليه الصنعة الموضوعية، ولا يكاد القارئ يلمس فيه الذاتية إلا في مواضع نادرة، ومن هنا لا نستطيع أن ننتظر من المؤلف أن يتحدث لنا عن نفسه، فالكتاب ترجمة لغيره وليس ترجمة ذاتية.
ولو أنه كان درس على والده، كما تمّ الظفر بشيء عن حياة هذا الوالد الجليل. إلا أن القارئ يستشف من هذا الكتاب، ومن خلال الرسائل والمكاتبات التي دارت بين المؤلف وشيوخ زمانه، ومن خلال الإجازات التي كانوا يمنحونه إياها، أنه لم يكن طالب علم منفتحاً فحسب، بل كان أكثر من طالبه، إذ كان عالماً فقيهاً أديباً شاعراً ناثراً من طراز عال، وقد كان وفي سبيل طلب العلم والاستزادة من المعارف، يهاجر من غرناطة إلى بلدان شمالي أفريقية والشرق الإسلامي. وأما موطن البلوي الأصلي، أي مسقط رأسه، فهي مدينة وادي آش حيث نشأ وترى والتي يصفها المقري بأنها مدينة جليلة، قد أحدقت بها البساتين والأنهار، وقد خصّ الله أهلها بالأدب وحب الشعر. وأما ميلاده، فهو غير معروف، حيث اجتهد البلوي بالدلالة على ميلاد بعض شيوخه؛ إلا أنها فيما يتعلق بميلاده هو لم يفعل، على الأقل في مخطوطه هذا الذي يعتبر من أخطر الوثائق وأهم ما وصل عن الفترة الأخيرة، فترة النزع الأخير من حياة مملكة غرناطة. إقرأ المزيد