تاريخ النشر: 01/02/2005
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:"إلى الأرض التي أوتني بعد تشرد، فكانت لي موئلاً.. إلى شواطئها العذراء... إلى بحرها الفيروزي.. إلى حاناتها.. إلى نوارسها البيضاء العاشقة، هلا حملت عني هذا الكأس".
بهذه العبارات يصدر الكاتب مجموعته القصصية التي تحمل نفساً متمرداً.. فهو يعكس في قصصه ذلك الألم الناشئ عن الانتماء إلى عالمين، عالم ينتمي إليه ...الكاتب بجسده وآخر ينتمي إليه بروحه وعقله.. كما يعكس التباين في الرؤى والأفكار..
وفي هذه المجموعة تحتشد الأمكنة والشخصيات لترسم إطاراً للأحداث التي تتدفق بانسيابية تعكس قدرة الكاتب ومهارته في تصوير النفس الإنسانية من الداخل حيث تتصارع القيم وتتعاكس داخل النفس الوحدة.."
من المفارقات العجيبة أن هذا الوجه العابس الكالح في وجه ابنته، لم يكن إلا وجهاً ودوداً بشوشاً في وجه ابنه وليد. فقد كان له مطلق الحرية في تصرفاته... فرب العائلة في المجتمع العربي عموماً من الممكن له، أن يتغاضى عن السلوك الغرامي لأولاده الذكور، لكنه لا يتغاضى بتاتاً ولم يتغاضى عن السلوك ذاته إذا جاء من واحدة من إحدى بناته".نبذة الناشر:صعدت إلى القطار وصعدت أنا على إثرها. جلست عند المؤخرة فجلست قبالتها. أحسست أن أول جبل جليدي بدأ يتهاوى.. أن كرة جليدية تتهشم.. شعرت أن نفسي ورقة خريف تتهادى.. تتراقص بين شجيرات الكهرمان.
وانطلق القطار، وأمواج البحر، على الجانب الأيمن منّا، تتلاطم كتلاطم نفسي مع العواء ومع النباح. كانت النوارس تغرد فوق أشرعة المراكب مبتهجة بزرقة السماء، بينما كنت أنا أبحث عن طريقة أزفر فيها، مع الصبح، زفرات الحب الأولى.
خلعت معطفها ووشاحها وقبعتها، ثم طفقت تسرح شعرها. أطلقته على منكبيها مسترسلاً.. اعتدلت في جلستها، وأخرجت كتيباً من حقيبتها البنية، ثم شرعت تقلب صفحاته بأناملها الفضية. أما أنا فظلت حائراً بين زرقة البحر وزرقة عينيها اللامعتين.. بين صفاء الجو وبين صفاء وجهها القمري. إقرأ المزيد