ساطع الحصري ؛ ثلاثون عاماً على الرحيل
(0)    
المرتبة: 52,579
تاريخ النشر: 01/01/1999
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
نبذة نيل وفرات:عربي من حلب، ولد في اليمن وتلقى علومه في استانبول وعرفه قومه العرب، وهو بين الترك قبل الحرب العالمية الأولى، علماً في التربية والإدارة. وعاد إلى الوطن العربي في سن النضوج وهو يحمل ثقافة عميقة التكوين علمية التوجه، فأسهم بقسط ملحوظ في تطوير الثقافة والتربية والتعليم في سوريا والعراق ...ومصر، وأصبح يعد من رجال النهضة العربية الحديثة. وقد عاش حياة مديدة غنية بالتجارب والإنتاج: فكان جواباً في كل آفاق المعرفة، فهو الباحث في اللغة والأدب والمؤرخ وعالم الاجتماع والتربية والمفكر القومي، وهو الإداري والموظف النشط، لم يل عملاً إلا بعث فيه الحياة والتجديد.
وقد نذر حياته في سبيل قضية واحدة هي الدفاع عن الفكرة القومية العربية ودراسة قضاياها في إطار ظواهر إنسانية أكثر شمولاً. وقد وضع نظرية منهجية ومنسجمة في القومية العربية بأسلوب أكثر وضوحاً واتساقاً ومنطقاً وتصلباً من أي أسلوب سبقه. وكان يؤمن بضآلة كل تضحية في سبيل تحقيق الوحدة العربية لأن الوحدة ستحقق كل ما يصبو إليه المجتمع العربي من عزة ورخاء. وكان الحصري لا يدعي بأن الطريق سيكون سهلاً لكنه يصر على قدرة العرب على تحقيق الوحدة في المستقبل. وفي إطار النضال من أجل ترسيخ وحدة العرب في السياسة كان الحصري ينيط كبير الأهمية بتوحيد الثقافة والنظم التربوية والتعليمية، ويعلق الآمال في توحيد المجتمع العربي وتقدمه على الجيل الناشئ الذي يتربى على روح الوطنية والقومية. وكان ساطع الحصري في عمله القومي بعيداً كل البعد عن أن يتأثر بدين من الأديان أو أن يربط نفسه بقطر من الأقطار وإنما كان يصدر في عمله وفكره عن عقيدة قومية بعيدة عن التعصب أو التحزب.
وقد كان الحصري من أكثر المفكرين العرب تدويناً لدراساته وبحوثه وآرائه والحوادث التي وقعت له، ونشر أكثرها كتباً لا تزال تعد من الأعمال الأساسية ي التاريخ والاجتماع والأدب والفكر القومي. وهو يضفي على كل ما يكتبه فيضاً من إيمانه بالقومية العربية واعتزازته بها. وتبرز في هذه الأعمال صفات البحث العلمي وخصائص الإقناع والحيوية والبساطة والمواجهة المباشرة بدون زخرفة أو التواء، الرأيين وإيمان بالحق بعيد عن الغرور والخيلاء.
إن إلقاء الضوء على المراحل الأساسية في حياة فيلسوف العروبة والاتجاهات الرئيسية في فكرة النظري ونشاطه العملي يظهر مدى التشابك بين هذه المراحل والاتجاهات والأجواء الفكرية والسياسية التي أحاطت بالحصري. ولا تزال المسائل التي عالجها تشغل بال أصحاب القضية العربية في الوطن العربي، فقد كان فكرة عصرياً حتى كدنا ننسى أنه ولد قبل مائة سنة ونيف.
ويأتي هذا الكتاب ضمن إطار إلقاء الضوء على جوانب من جهاد هذا المفكر العربي واجتهاده، وهو ثمرة ندوة كانت قد تعدت بناءً على دعوة وجهها مركز دراسات الوحدة العربية ومعهد البحوث والدراسات العربية في القاهرة إلى كم من الباحثين العرب دعاهم فيها للمشاركة تدارس جوانب من اجتهاد هذا المفكر وتأمل بعض من أفكاره وتجاربه باعتباره واحداً من أعظم المفكرين في إطار الفكر الوطني والقومي العربي، بل وواحد من أعظم رواد الأمة العربية في العصر الحديث، وهكذا جاء هذا الكتاب متضمنا على البحوث والمناقشات التي صدرت خلال جلسات هذه الندوة والتي ركزوا فيها على جوانب من فكر الحصري وسيرته فتحدثوا عن حياته، نظرته إلى القومية العربية، والوحدة العربية، فكر التربوي والقومي...نبذة الناشر:يحتوي هذا الكتاب على بحوث ومناقشات الندوة الفكرية التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية ومعهد البحوث والدراسات العربية في القاهرة، وقد شارك فيها نحو ثلاثين باحثاً عربياً.
تكمن أهمية الحصري في أنه كان أبرز المؤسسين للفكرة القومية العربية، ولهذا اتسمت كتاباته بعمق الريادة وعبق البداية في الفكر القومي.
فقد نجح بتطوير نظرية للوحدة العربية اتسقت في عناصرها بسبب وضوح منطلقاتها الفكرية، ولم تكن نظريته هذه مجرد موقف أيديولوجي، ولكنها استكملت مقدماتها على أساس تحليل علمي...
إن الحصري، بسبب إيمانه الحقيقي بالقومية العربية وبضرورة تحقيق الوحدة العربية، واستخدامه للمنهج العلمي من ناحية أخرى، قد نجح ببلورة مواقف متقدمة من قضية الوحدة العربية بمعايير الظرف الراهن الذي تمر به حركة النضال العربي، وهي ما زالت بصفة عامة قابلة للتطبيق في وقتنا هذا.
وفي هذا السياق تتضح الأهمية التاريخية لنظرته إلى الإمكانات الكبيرة التي تنطوي عليها فكرة القومية العربية في معركة النضال ضد الإمبريالية، مترجماً بدقة الثوابت السائدة في الأمة العربية، ومستشرفاً في الوقت نفسه أوسع آفاق المستقبل.
يتضمن هذا الكتاب ستة فصول، يركز كل منها على جانب من جوانب فكر الحصري من خلال بحث معمق متبوع بتعقيبات ومناقشات. إقرأ المزيد