التربية والتنوير في تنمية المجتمع العربي
(0)    
المرتبة: 96,978
تاريخ النشر: 01/02/2005
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
توفر الكتاب: يتوفر في غضون أسبوع
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:حتى تكون التربية فعالة، يقول أحد الباحثين: "يجب أن تضع المجتمع بجميع عوامله وإمكانياته في اعتبارها، فتستجيب، وتشارك، وتساعد في صوغ المجتمع وتشكيله، مستخدمة كافة إمكاناتها لإعادة العناء الاجتماعي وتحقيق العصرية. وحتى تكون كذلك يجب أن تكون وظيفية، فتراعي النظم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية... وغيرها. ولكن الأهداف التربوية العربية ...تخلو من اهتمام واضح بالقضايا الأيكولوجية وحماية نظمها، على ما لهذه من أهمية كبيرة في حياة المجتمع العربي كله. والمقصود بالأيكولوجية العربية هو واقع البيئة العربية وجملة التكيفات معها، أو تكييفها معنا، جغرافية أكانت أم اجتماعية، وجملة التغيرات الحاصلة فيها من حيث علاقتها بالكائن الحي عموماً وبالإنسان على وجه التخصيص.
من هنا يمكن القول بأن التربية في البلاد العربية شأنها في أي بلد، في حاجة إلى تطوير وتحديث وجهود دائبة مستمرة من اجل اللحاق بالتطور السريع في المعرفة في هذا العالم ومن أجل تطوير شتى جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في الوطن العربي. على أن المفاضلة الصعبة بين شروط ومتطلبات تطوير شتى جوانب الحياة الاجتماعية منها والثقافية إزاء تهديد الوجود القومي العربي حضارة وهوية ومصيراً تفرض ضرورة التفكير العلمي والبحث المنهجي لتوفير شروط النهوض عبر اعتماد وسائل حديثة وبرامج استراتيجية فعالة وقادرة على تجديد أساليب التعليم وتحديثها، وتطوير المؤسسة التربوية ودورها وذلك على أساس مبادئ التنوير والعقلانية والديموقراطية، وصولاً إلى ضمان ديمومة الخلق والإبداع والتجديد، وإلى تعميق الصلة بين آليات التعليم والمدرسة وبين المجتمع وحاجاته المستمرة.
ويمكن القول بأنه هناك وعي ومساهمات جادّة صوب ذلك الهدف التربوي الإصلاحي ونشاطات تبذل من قبل المنظمات الدولية في إطار أنشطتها في حدود الوطن العربي، ومن قبل مؤسسات التربية والثقافة العربية (اتحاد الجامعات العربية، الأليسكو، والأسيسكو، مكتب التربية لدول الخليج العربي وغيرها) وذلك من أجل إنشاء نظام عربي موحد، مستند إلى الخصوصيات المحلية والتفاوت بين المستويات، ولكنه في الوقت ذاته معبر عن الحاجة القومية الجامعة والمعبرة عن شروط حماية الهوية والوجود إزاء التحديات المستمرة المحيطة بالأمة من كل الاتجاهات. وإذ يعرض مركز دراسات الوحدة العربية في هذا الكتاب هذا الموضوع الحيوي من زوايا مختلفة، فإنه يدرك تماماً أن قضية التربية والمدرسة تسهم بشكل وثيق في العمل القومي التحرري، ولذلك فإن وجهات النظر المعروضة في هذا الكتاب، والتي تتناول المسألة التربوية والمؤسسة التعليمية من زوايا مختلفة الأبعاد، ولكنها متوافقة الأهداف، ما هي إلا مساهمة مسؤولة لوضع هذا التحدي في إطار الاهتمام من قبل أصحاب القرار والمعنيين وقوى المجتمع المدني. فالأمة، مشروعاً وهوية ووجوداً، رهن بمدى ضمان التمسك بالتربية والمدرسة في إطار مشروع الأمة الكبير في الوحدة والتحرر والتقدم. إقرأ المزيد