تاريخ النشر: 01/01/1968
الناشر: دار المكشوف
نبذة نيل وفرات:هذا الكتاب بيان ثورة فكرية، اجتماعية، مسلكية، تعصف باسوج منذ أوائل القرن العشرين. ولا يكاد الدارس المدقق يبحث عن جذورها، ويتتبع مراحلها، ويطلع على مداها، حتى يتبين له أنها ثورة مفهومات أكثر منها ثورة نزوات عابرة، وانتفاضات خلقية. فأساسها الفلسفي هو السؤال القديم الذي كثرت فيه النظريات، وتعددت التفاسير: ...أشريرة هي الطبيعة الإنسانية، أم خيرة؟
يجيب المحافظون المتشبثون بالتقاليد القديمة، والقواعد الاجتماعية المتعارف عليها، بأنها شريرة، تحتاج إلى ترويض، وكبت، وقمع. ويقول الثائرون المجددون بأنها خيرة، ويجب أن يطلق لها العنان. ففي المذهب الأول تعتبر الغريزة شراً لا بد من تكبيله بالمحرمات والقوانين الزجرية، وفي المذهب الآخر الغريزة خير، وينبوع ملذات ومسرات.
الفئة الأولى تتسلح بالتعاليم المألوفة، والكتب المقدسة، والعرف، والشرائع المعمول بها. والفئة الأخرى تتذرع بالعلم، والمصلحة الحياتية، والمعلومات الإحصائية.
وفي غمرة هذا الصراع اختلفت معاني الألفاظ والتعابير باختلاف الفريقين المتصارعين، فأصبح الزنى، والخنى، والدعارة، والفساد، والفجور، والفحشاء، والفسق، واللواط، وحب ذوي القربي، وحب الغلمان، ووصال الجثث، وحب القذارة، والتكشف، والسحاق،حالات طبيعية، شرعية في نظر الثائرين، بينا هي ما تزال نقائص وعيوباً، وشتائم في اعتبار المحافظين.
أبطال الفئة الأولى: رجال الدين، والقضاة، والشرطة، والمتزمتون. وأبطال الفئة الأخرى: الشاذون، والمنحرفون جنسياً، والفاسدون المتمردون. والمعركة حامية الوطيس في الكتب، والمجلات، والصحف، والأندية، وجمعيات الطلبة، في أسوج وغيرها من بلدان أوروبا وأميركا حيث أبيحت المحرمات، ولا سيما اللواط الذي أصبح اليوم شرعياً في بريطانياً بين الراشدين. ولارس أولرستام، مؤلف هذا الكتاب، أحد قادة حركة التجدد، وموضوع كتابه "الشذوذ الجنسي" على اختلاف أنواعه، والدفاع عن حقوق الشاذين في الحياة.
على أنه دفاع علمي، إنساني، يضع حججه وبراهينه على محك الحياة، ويرفض كل ما يناقض غبطة الجسد ولذة الغريزة. إذا كان الشاذ مريضاً، فلماذا لا نرفق به رفقنا بالمرضى الآخرين، كالصم، والبكم، والعميان، والكسحاء؟ وإذا كان متعافياً، فلماذا نغمطه حقه في المجتمع؟ بهذا الأسلوب الجدلي الصريح يعالج المؤلف موضوعه الشائك. إقرأ المزيد