تاريخ النشر: 01/12/2004
الناشر: مركز باحث للدراسات
نبذة نيل وفرات:بين أواسط العام 1936 وأواخر العام 1939 عاشت فلسطين ثورة مسلحة شملت البلاد بأسرها، وكانت تلك السنوات الثلاث، بما حدث فيها وما انتهت إليه، بمثابة الحدث أو المحطة الحاسمة في الصراع الفلسطيني الصهيوني. فقد قامت الثورة ضد السلطات البريطانية وسياستها الصهيونية، وقاتلت ضد قواتها. وتكبدت الثورة وعرب فلسطين من ...جراء ذلك خسائر بشرية ومادية استنزفت قواهم وانتهت الثورة بشكل مأساوي لم تنجح القيادة في تجنبه.
وفي المقابل عمل اليهود على بناء وتطوير قواتهم القتالية في ظل التعاون مع السلطات والقوات البريطانية. ومع انتهاء الثورة كان ميزان القوى قد اختل تماماً لصالح اليهود، فاستطاعوا بعد سنوات قليلة الانتصار وإقامة الدولة اليهودية في العام 1948.
وتهدف هذه الدراسة إلى التركيز على قضايا الثورة من الداخل فتحاول أن تتعرف على الثوار وخلفياتهم الاجتماعية والثقافية، والأوضاع التي عاشوا فيها. وتسعى إلى الوقوف على أشكال التنظيم والقواعد والآليات التي حكمت العلاقات بين هؤلاء الثوار على مستوى العلاقة بين القادة والتباع، وفيما بين الثوار، وعلاقاتهم بالأهالي أو الوسط الاجتماعي الذي تعاملوا معه.
وتولى الدراسة اهتمام بقيادات الثوار، لا من حيث أشخاص القادة فقط، وإنما بهدف التعرف على أفكارهم وتطوراتهم وعلاقاتهم، وعلى مواقفهم وممارساتهم. وتحرص الدراسة في الوقت نفسه على إبراز الأدوار التي اضطلع بها هؤلاء القادة. كما وتعطي الدراسة حيزاً وافياً للتعرف على الجماعات والأفراد الذين تشكلت منهم القيادات، والوقوف على أفكارهم ورؤيتهم، وعلى مواقفهم والأساليب التي اتبعوها في ضوء ذلك.
ومن القضايا الهامة التي تتوجه الدراسة للبحث عنها والتعرف عليها، ما يتعلق بالرؤية الفكرية والسياسية للثوار، ومن القضايا المحورية إلى تناولتها الدراسة وسجلت حولها الانتقادات، ما يتعلق بالسياسات وأساليب العمل التي اتبعتها الزعامة الفلسطينية. والسياسات وأساليب العمل، أو ما يعرف بالاستراتيجية والتكتيك، هي اجتهادات يرى فيها أصحابها الطريق السليم للوصول إلى أهدافهم. إقرأ المزيد